القائمة الرئيسية

الصفحات

أسوأ 10 كوارث هندسية في التاريخ!

 

بعد أن قدمنا لكم مقالة بعنوان أكبر 10 أعاجيب هندسية حديثة في العالم ومقالة أخرى بعنوان أفضل 10 هياكل معمارية هندسية جميلة، حان الوقت لكتابة مقالة مغايرة تماما للمقالتين السابقتين، وهي بعنوان "أشهر 10 كوارث هندسية"، أحياناً كثيرة يمكن إلقاء اللوم فيها غالبًا على الجهل وسوء التنفيذ، وفي بعض الحالات القصوى، اللامبالاة و الإهمال الشديدين، ويمكن أن تؤدي الأخطاء في التصميم الهندسي إلى  كوارث هندسية كبيرة وخطيرة للغاية.

أسوأ 10 كوارث هندسية في التاريخ!

الهندسة هي العلم والتكنولوجيا المستخدمان لتلبية احتياجات ومتطلبات الفرد والمجتمع، وتشمل هذه الاحتياجات مثل: المباني، والطائرات، والسفن، وأجهزة وبرامج الكمبيوتر، ومن أجل ذلك يجب تلبية إنشاء تكنولوجيا وبنية أساسية جديدة بكفاءة وفعالية عالية من حيث الجودة والإتقان والتكلفة. ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون لدى المديرين والمهندسين الموارد والأدوات والإمكانات اللازمة من أجل تحقيق ذلك بنجاح، لأن الاختصارات في مجال الهندسة وقلة الإمكانات يمكن أن تؤدي إلى فشل غير متوقع في التصميم.

تعتبر السلامة من الأولويات في مجال الهندسة، ويتم التأكيد عليها بشكل مستمر، ويجب على المهندسين التعلم من الكوارث الهندسية السابقة، وتفادي الأخطاء التي أدت لوقوع كوارث هندسية خطيرة جداً، مثل انفجار المكوك الفضائي تشالنجر وما ترتب عليه عندما لا يتم اتخاذ احتياطات السلامة المناسبة.

الجميع يرتكب أخطاء، وبالطبع المهندسون ليس استثناء، فهم يمكن أن يخطئوا، لكن الأخطاء الهندسية يمكن أن تسبب كوارث لا تُنسى، ويمكن أن تتسبب في زهق أرواح أبرياء، وربما لن ينساها أحد، وسيتردد صداها إلى الأبد في أذهان أولئك الذين شهدوها، وسوف يدرس أسبابها كل جيل جديد من المهندسين، ولقد شهد عالم الهندسة بعض الإنجازات العظيمة، ومع ذلك، فقد أظهر التاريخ أن الهندسة واجهت أيضًا العديد من الإخفاقات الرهيبة، وقد تحمل المصنعون والعمال والمهندسون مسؤوليات ضخمة على أكتافهم، وقد أدت في الكثير من الأحيان تلك الأخطاء والاخفاقات إلى وقوع بعض أسوأ الكوارث في العالم على الإطلاق، وأودت هذه الكوارث بحياة العديد من العمال والأبرياء، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية الهائلة التي أعقبت ذلك.

مع أن البشرية امتلكت وتمتلك بعض من أكثر العقول ذكاءً في العالم بأسره والتي حققت بعضًا من أعظم الإنجازات على الإطلاق، إلا أن الكوارث الهندسية التي وقعت بسبب الإهمال أو الخطأ بدون قصد، وفي بعض الأحيان تحدث أشياء خارجة عن الإرادة، لكنها في النهاية أودت بحياة الكثير من الأبرياء..

تابعوا معنا قائمة عشرة من أسوأ الكوارث الهندسية في العالم، والتي كان لها آثار دائمة ومدمرة..


1. تحطم وغرق سفينة تيتانيك (1912):

سفينة الركاب البريطانية آر إم إس تيتانيك، هي سفينة ركاب فاخرة تم بناؤها في بلفاست بأيرلندا، ويبلغ طولها أكثر من 882 قدمًا من المقدمة إلى المؤخرة، وبطول أربع كتل سكنية، وبإرتفاع 175 قدمًاً، وبلغ وزنها تقريباً أكثر من 46000 طن، وكانت مجهزة بأحدث التقنيات التي تحتاجها السفينة في ذاك الوقت، منها لوحة تحكم كهربائية متطورة وأربعة مصاعد ونظام اتصالات لاسلكي متقدم يمكنه نقل شفرة مورس.

غرقت سفينة تيتانيك بعد اصطدامها بجبل جليدي في شمال المحيط الأطلسي في رحلتها الأولى من ساوثهامبتون (المملكة المتحدة) إلى مدينة نيويورك، بعدما توقفت في شيربورج بفرنسا وكوينزتاون (كوبه الآن) بأيرلندا، ثم توجهت إلى البحر وعلى متنها 2208 راكبًا وطاقمًا، وفي الساعة 11:40 مساءً، في يوم 14 أبريل 1912، اصطدمت بجبل جليدي وبدأت في الغرق إلى أن استقرت في قاع المحيط.

أسباب تحطم وغرق سفينة تايتنك:

كانت تيتانيك في ذلك الوقت أكبر سفينة تم بناؤها على الإطلاق، وكانت تعتبر أنها غير قابلة للغرق في حينها، وقد أودت المأساة بحياة أكثر من 1500 شخص، ولاحقاً أثبت المحققون في أسباب غرق السفينة من وجهة النظر الهندسية أن تيتانيك لم تغرق سليمة بعد أن اصطدمت بجبل جليدي ولكنها تحطمت على سطح المحيط، وأرجع سبب ذلك حسب التحقيقات، وحسب شهادة عالما المواد (تيم فويكي وجنيفر هوبر مكارتي) أن من أهم أسباب الغرق كانت أكثر من 3 ملايين برشام كانت تربط ألواح الهيكل الفولاذية معًا، والتي تم فحصها عندما حددت بعثة أمريكية فرنسية موقع الحطام التاريخي، ووجد أنها مصنوعة من حديد منخفض الجودة، مما تسبب في انهيارها عند الاصطدام، وأيضاً سبب أخر لغرق السفينة وكان خطأ هندسياً أخر وهو أن المقصورات الـ 16 المقاومة للماء التي أبقت القارب عائمًا، لم تكن مغلقة بشكل فردي، بل كانت متصلة بالقرب من السقف، مما مكن الماء من الانسكاب من حجرة إلى أخرى وإغراق السفينة، وهناك أسباب أخرى ساهمت في وقوع الكارثة، منها إزالة نصف كمية قوارب النجاة المخطط لها في الأصل للسفينة، والإبحار بسرعة عالية في بيئة معرضة لجبال الجليد.

أجمل 10 تصاميم لصالات رياضية مدهشة !

2. كارثة فيضان سد القديس فرنسيس (1928):

كان سد القديس فرانسيس عبارة عن سد خرساني بني بين عامي 1924 و 1926 لإنشاء خزان مياه في لوس أنجلوس، تم تصميمه من قبل قسم المياه والطاقة في لوس أنجلوس، والذي كان يديره في ذلك الوقت ويليام مولهولاند، وكان السد يقع في واد على بعد 40 ميلا (64 كيلومترا) من المدينة، وفي 12 مارس 1928، فشل سد سانت فرانسيس بعد ساعات قليلة من فحصه وتفتيشه بواسطة مهندس، وأرسل موجة مائية ضخمة بارتفاع ثلاثة وأربعين متراً، وغمرت ما يقرب من 12.5 مليار جالون من المياه وادي سانتا كلاريتا، لم يكن هناك شهود عندما انهار السد، وقتل ما يصل إلى 600 شخص، من بينهم 42 طفلاً، أول من مات هو حارس السد وعائلته ، حيث كان منزلهم على بعد ربع ميل فقط من السد، ولم يتم العثور على جثة حارس السد، واصطدمت موجة المياه الضخمة بمركز طاقة محلي، مما أسفر عن مقتل أربعة وستين عاملاً وعائلاتهم، وانضمت مياه السد إلى الأنهار المحلية، مما أدى إلى فيضانها وإغراق المدن المحلية بكاملها، في واحدة من أسوأ كوارث الهندسة المدنية الأمريكية.

أسباب كارثة فيضان سد القديس فرانسيس:

لاحقاً ومن التحقيقات التي أجريت لمعرفة أسباب انهيار السد، عندما تم ضخ المياه لأول مرة إلى الخزان، كان هذا ناجحاً نسبيًا، حتى عندما ظهرت بعض الشقوق في السد، وقام المفتشون بتفتيش الشقوق ولكن لم يتم عمل الاصلاحات اللازمة لتفادي وقوع الكارثة، وعلى مدى العامين التاليين، عمل السد بشكل جيد، حتى جاءت لحظة وقوع الكارثة وانهار السد، لتكون هذه الكارثة إحدى أخطر الفيضانات في تاريخ الولايات المتحدة.

 3. كارثة سقوط المنطاد هيندنبورغ (1937):

المنطاد الألماني هيندنبورغ LZ-129 ، منطاد ركاب ألماني، ويعد أكبر منطاد تجاري تم بناؤه على الإطلاق، وقع الحادث في 6 مايو 1937، عندما كان المنطاد هيندنبورغ  يقل 97 راكبًا، اشتعلت فيه النيران وتحطم أثناء محاولته للرسو في نيو جيرسي.

قبل وقوع الكارثة وفي الساعة 6:25 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 6 مايو 1937، أثناء اقتراب المنطاد من سارية إرساء محطة ليكهورست البحرية ليرسوا في أجواء عاصفة، اشتعلت النيران في المنطاد، وفي غضون أربع وثلاثين ثانية، استهلكت النار المنطاد بأكمله، توفي 36 شخصًا في الكارثة من أصل سبعة وتسعين رجلاً وامرأة كانوا على متن المنطاد، بالإضافة إلى أحد أفراد الطاقم الأرضي، في حين أن 62 راكبًا تمكنوا من النجاة بعد قفزهم من المنطاد على ارتفاع عشرات الأقدام. 

كان المنطاد الألماني في حينها الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، و كان حجمه ثلاثة أضعاف حجم طائرة بوينج 747،  وكان قادر على الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 84 ميلاً في الساعة.

أسباب سقوط المنطاد الألماني هيندنبورغ :

لاحقاً بعد وقوع الكارثة وبعد البحث والاختبارات توصلت نتائج وتحقيقات المحققون الألمان والأمريكيون، إلى أن إشتعال النيران في المنطاد كان سببه تفريغ إلكتروستاتيكي أدى إلى تسريب الهيدروجين من 200 مليون لتر (7 ملايين قدم مكعب) من غاز الهيدروجين، لتشكيل خليط شديد الاشتعال، وأدى ذلك لحريق هائل وسقوط المنطاد العملاق على الأرض على ذيله وتحوله إلى رماد في غضون دقيقة واحدة في كارثة أنهت السفر التجاري عبر المحيط الأطلسي في المناطيد.

 أغرب 10 مباني في العالم !

4. انهيار جسر تاكوما ناروز (1940):

في السابع من نوفمبر عام 1940، ضربت الجسر رياح قوية بلغت سرعتها 40 ميلاً في الساعة (64 كم / ساعة) مما أدى إلى ظاهرة تُعرف باسم الرفرفة الهوائية وهي (عدم الاستقرار الديناميكي للبنية المرنة) وتذبذب الجسر بشكل كبير، مما أدى إلى انهياره بشكل كامل، لم تحدث وفيات لكن الكارثة أودت بحياة كلب فقط. 

أسباب انهيار الجسر ووقوع الكارثة:

كان جسر تاكوما ناروز الأول جسرًا معلقًا في ولاية واشنطن افتتح في عام 1940 وانهار في نفس العام، كان الجسر عند بناؤه ثالث أطول جسر معلق في العالم، من حيث الطول الرئيسي، وصُنعت أبراج الجسر من الفولاذ الكربوني الهيكلي القوي، إلا أنها أثبتت عدم قدرتها على تحمل حركات الرياح العنيفة التي أدت في النهاية إلى انهيار الجسر،  لم تحدث وفيات باستثناء شخص واحد، وبلغت الخسائر المقدرة في الحادث 6.4 مليون دولار.

تم تسجيل انهيار الجسر بالفيديو وكان له تأثير كبير على العلوم والهندسة، وخاصة تصميم الجسور حتى يومنا هذا، كان سبب الفشل هو الرفرفة الهوائية، حيث أن الجسر كان عرضة للاهتزازات الناتجة عن الرياح، وعندما ضربت الرياح العالية السرعة الجسر، تسببت في حدوث رفرفة هوائية مرنة بتردد يساوي التردد الطبيعي للجسر، لذا أثبتت التحقيقات لاحقاً أن الانهيار كان حتميًا.

بعد 10 سنوات من الكارثة، تم إعادة بناء جسر ناروز، لكن هذه المرة صمم لضمان عدم حدوث كارثة مماثلة مرة أخرى، وتم افتتاح الجسر الجديد الذي أعيد بناؤه في 14 أكتوبر 1950.

5. انفجار كليفلاند إيست أوهايو للغاز (1944):

في 20 أكتوبر 1944 ، وقع انفجار كليفلاند إيست أوهايو الغازي، في الساعة 2:40 بعد ظهر يوم الجمعة، والذي كان كارثة مروعة، عندما بدأ تسرب صهريج تخزين يحتوي على غاز طبيعي مسال، كان يتم الاحتفاظ به فوق الأرض كما كان شائعاً في ذلك الوقت، وكان الخزان قادرًا على استيعاب 90 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي القابل للاشتعال، وسقط الغاز المسال في خطوط الصرف الصحي، واختلط بالهواء وغاز المجاري، مما أدى إلى اشتعاله، وأدى ذلك إلى سلسلة من الحرائق ونجم عن ذلك انفجار ضخم كان لا يصدق، وبعد حوالي 20 دقيقة من الانفجار الأول، انفجرت إحدى خزانات شركة أوهايو للغاز، وأشتعلت الحرائق بشكل كبير.

أسفرت الكارثة عن مقتل 130 شخصًا حرقاً، لدرجة أنه لم يمكن التعرف عليهم، واندلعت موجة الحريق الثانية عبر المجاري واندلعت من المصارف لتجتاح المنازل وتحرق من بداخلها،  وأولئك الذين التمسوا الأمان بداخلها، تم تدمير أكثر من 70 منزلاً، وتدمير مصنعين وعدد لا يحصى من المركبات وانهيار نظام الصرف الصحي، وأصبح المئات بلا مأوى، فقد دمر الانفجار والحرائق ما يقرب من ميل مربع كامل في كليفلاند بولاية أوهايو، وقد كان الحدث كارثياً، خصوصا وأن الحادثة وقعت في وقت انتهاء المدرسة وعودة الكبار من العمل، مما ضاعف قائمة الضحايا، ودفن ما يقرب من نصف الضحايا، بمن فيهم مجهولون لم يتم التعرف عليهم، في مقبرة هايلاند بارك في كليفلاند. 

كان للكارثة تأثير كبير على صناعة الغاز الطبيعي، التي بدأت في تخزينه في خزانات تحت الأرض منذ ذلك الوقت، بعد أن الحادث أنه أكبر انفجار للغاز الطبيعي السائل في القرن العشرين وحتى الآن.

أسباب حدوث كارثة انفجار كليفلاند إيست أوهايو للغاز:

ظهرت التحقيقات في الانفجار، وأرجعت أسبابه لتسرب الغاز المسال من الخزان، دون معرفة أسباب تسرب الغاز، بسبب فقدان أي دليل من الخزان بسبب قوة الانفجار، ومن خلال نتيجة الحريق وتحليل أسبابه، أظهرت أنه يجب الحفاظ على الغاز المسال عند 257 درجة تحت الصفر وقراءات الضغط أحادية الرقم، مما ألهم شركة الغاز أنها يمكن أن تخزن غازًا أكثر بـ 600 مرة في ممتلكاتها، وكان ذلك فوق الأرض وبجوار تلك المناطق السكنية، وحيث أن الخزان الأسطواني الكبير، الذي تم بناؤه بسرعة كبيرة، كان يستوعب أكثر من 100 مليون قدم مكعب من الغاز المسال، مما جعل المكان عبارة عن "قنبلة موقوتة".

تم تسجيل هذا الكارثة باعتبارها أسوأ كارثة في تاريخ المدينة، وأحد "الكوارث الكبرى في العصر الصناعي الحديث، وبدأت شركات الغاز المسال بتخزين الغاز المسال في صهاريج تحت الأرض للغاز الطبيعي حفاظاً على السلامة العامة.

10 متاهات حدائق الأكثر تعقيدا !

6. انهيار ممشى فندق حياة ريجنسي (1981):

في السابع عشر من يوليو 1981، انهار ممران معلقان داخل ردهة فندق حياة ريجنسي في مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري، وسقطا في بهو الفندق، قتل 114 شخصًا، وأصيب 200 آخرون أثناء حضورهم رقصة شاي في الفندق، الذي تجمع فيه أكثر من 2000 شخص، لحضور مسابقة الرقص، وكان هناك العديد من الحاضرين والمراقبين يقفون ويرقصون على الممرات المعلقة عندما  فشلت دعامات الممرين وأدى لإنهيارهما، فيما أعتبر آنذاك أكثر انهيار هيكل في تاريخ الولايات المتحدة دموية.

أسباب وقع كارثة انهيار ممشى فندق حياة ريجنسي 1981:

استنادًا إلى نتائج التحقيق،  تم العثور على عيوب خطيرة في تصميم الممرات، واستنتجت أن السبب الأكثر احتمالًا للفشل هو عدم كفاية سعة التحميل لوصلات دعامات الممرين، أدين المهندسين الذين وافقوا على الرسومات النهائية للممرات بالإهمال الجسيم وسوء السلوك وفقدوا تراخيصهم الهندسية.

7. كارثة تحطم مكوك الفضاء تشالنجر (1986):

في الثامن والعشرين من يناير عام 1986 تحطم مكوك الفضاء تشالنجر التابع لوكالة ناسا الفضائية بعد 73 ثانية من إقلاعه على ارتفاع 46،000 قدم (14000 متر)، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم السبعة الذين كانوا على متنه، منهم قائد الطاقم (فرانسيس سكوبي)، والطيار (مايكل سميث)، وأخصائي المهمة (إليسون أونيزوكا)، وأخصائي البعثة (رونالد ماكنير)، وأخصائي الحمولة (جريجوري جارفيس ومكوليف)، ومدرسة الدراسات الاجتماعية (كريستا ماكوليف).

في صباح يوم 28 يناير 1986، الملايين من الأشخاص شاهدوا الإنفجار المأساوي بعد الإطلاق مباشرة،  فقد كانت الأسر وطلاب المدارس في جميع أنحاء أمريكا تنتظر بفارغ الصبر إطلاق مكوك الفضاء تشالنجر، لأن مدرسة الدراسات الاجتماعية (كريستا ماكوليف) كان من المقرر أن تكون أول مدني سيكون على متن المكوك الفضائي تشالنجر.

عندما انطلق مكوك الفضاء تشالنجر، كان من المفترض أن تكون رحلة الفضاء آمنة، كما أشارت وكالة ناسا، فقد أمضت ناسا 25 عامًا في إرسال العلماء إلى الفضاء، بمعدل وتيرة تبلغ حوالي مرتين سنويًا، وكان الأمان الذي يتمتع به المكوك الفضائي جزءًا من السبب الذي جعل المدرسة كريستا مكوليف تكون على متن هذا المكوك الفضائي، وهي أول رائد فضاء مدني يتمتع بهذا الامتياز.

أسباب كارثة تحطم المكوك الفضائي تشالنجر:

أظهرت التحقيقات لاحقاً أن قوى الديناميكا الهوائية كسرت المكوك، بعد فشل هيكلي عند الإقلاع، فقد تصميم مانع التسرب الموجود في معزز صاروخ الوقود الصلب الأيمن للمكوك المصمم لمنع التسرب من خزان الوقود أثناء الإقلاع في درجات الحرارة المتجمدة لكنه فشل وبدأ الغاز الساخن في التدفق من خلال التسرب، ومن ثم أدى ذلك لانهيار خزان الوقود نفسه وتمزقه، مما جعل الفيضان الناتج من الأكسجين السائل والهيدروجين إلى خلق كرة نارية برتقالية وبيضاء ضخمة على ارتفاع حوالي تسعة أميال فوق المحيط الأطلسي، ليحدث صدمة كبيرة في ناسا، ويتحطم معها المكوك الفضائي تشالنجر البالغ تكلفته البالغ 1.2 مليار دولار، ويذهب ضحية الحادث طاقم المكوك السبعة.

أغرب 10 جسور حول العالم !!

8. كارثة تشيرنوبيل (1986):

كارثة تشيرنوبيل كانت عبارة عن حادث نووي في محطة تشيرنوبيل للطاقة، في 26 أبريل 1986، وأعتبرت أشهر كارثة هندسية في العالم الحديث، حدثت الكارثة أثناء اختبار الأنظمة، كان هناك ارتفاع غير متوقع في الطاقة مما أدى إلى انفجار المفاعل الرابع وأسفر عن مقتل المئات وتدمير المنطقة المحيطة، وتبع ذلك سلسلة من الأحداث التي تسببت في حدوث انفجارات وحرائق، مما أدى إلى إطلاق جزيئات مشعة في الغلاف الجوي، وأنتشرت المواد المشعة الخطرة على مساحة كبيرة في أوروبا، تم إجلاء السكان من مناطق واسعة وإخلائها، ولا تزال مدينة بريبيات مدينة أشباح حتى يومنا هذا.

أسباب كارثة تشيرنوبيل 1986: 

كان الانهيار في المفاعل النووي للإتحاد السوفيتي في ذلك الوقت  أسوأ كارثة نووية في التاريخ، حيث أدى الإنفجار إلى إطلاق سحابة من المواد المشعة والتي انجرفت إلى أجزاء أخرى من الاتحاد السوفياتي، بما في ذلك روسيا وبيلاروسيا وشمال أوروبا، وتم إطلاق صفارات الإنذار في نفس لحظة الانفجار الأول في المفاعل، وأرجعت اسبابه عندما حدث اختبار روتيني في محطة الطاقة بشكل خاطئ، وحدث انفجاران هائلان في أحد مفاعلات المحطة، وأطلقت إشعاعًا يزيد بمقدار 400 مرة عن القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، وأرجعت التحقيقات لاحقاً أن وقوع الكارثة كانت نتاج تصميم مفاعل معيب بشدة في الحقبة السوفيتية، بالإضافة إلى خطأ بشري مؤكد، وكانت الكثير من الظروف الأساسية خاصة بمفاعل تشيرنوبيل واستجابة الحكومة السوفيتية للكارثة.

أفادت لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة معنية بآثار الإشعاع الذري أن الحادث كان مسؤولاً أيضًا عن ما يقرب من 20000 حالة موثقة من سرطان الغدة الدرقية بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا وقت وقوع الحادث، وذلك في مدينة تشيرنوبيل وفي روسيا البيضاء وأوكرانيا والاتحاد الروسي، وأرجعت أسباب ذلك ارتفاع مستويات اليود المشع المنبعثة من مفاعل تشيرنوبيل في الأيام الأولى بعد الحادث.

9. تحطم طائرة كونكورد إير فرانس الرحلة 4590 (2000):

في يوم الخامس والعشرين من يوليو عام 2000 ، استقل ركاب رحلة الخطوط الجوية الفرنسية 4590 من باريس إلى نيويورك طائرة كونكورد والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت، حيث زودت الطائرة عند تصميمها بمحركات نفاثة توربينية، لسيمح لها بالوصول لسرعة 2 ماخ (1،350 ميل في الساعة)، وربما كانت كونكورد في ذلك الوقت أسرع بـ 800 ميل في الساعة من أي طائرة ركاب أخرى، في حوالي الساعة 4:43 مساءً، بدأت الطائرة إقلاعها من مطار شارل ديغول متوجهة من باريس إلى نيويورك، ووبعد حوالي 90 ثانية من بدء الإقلاع، تحطمت طائرة كونكورد التابعة للخطوط الجوية الفرنسية، وذلك بعد انفجار أحد الإطارات واشتعال النيران فيها وفشل المحرك الأيسر للطائرة، وأسفر الحادث عن مقتل 109 أشخاص هم جميع الركاب وطاقم الطائرة، بالإضافة إلى 4 أشخاص كانوا على الأرض. 

أسباب تحطم طائرة كونكورد إير فرانس الرحلة (4590):

كشفت التحقيقات التي أجرتها الحكومة الفرنسية في الحادث لاحقًا إلى أن رحلة كونتيننتال متجهة إلى نيوارك، استخدمت نفس المدرج قبل أقلاع طائرة كونكورد بدقائق معدودة، وتبين أنها فقدت شريطًا من سبائك التيتانيوم سقط على أرض المدرج، وتبين من التحقيقات أن رحلة 4590 قد صدمت الشريط المعدني على المدرج، مما تسبب في إنفجار إطار الطائرة، ومع الإنفجار تطايرت قطع المطاط، ثم اصطدمت قطعة كبيرة منها بخزان وقود الطائرة على الجانب السفلي من الجناح، وحجرة معدات الهبوط، وأدى ذلك إلى اشتعال خزان الوقود الممتلئ الموجود في الجناح الأيسر، ومع تسرب الوقود بقوة كبيرة، اشتعلت النيران في الطائرة منتجة لهبًا هائلاً خلف الطائرة كما المذنب،  وكانت الطائرة قد وصلت بالفعل إلى السرعة حيث لم تستطع التوقف بأمان في نهاية المدرج، وأرتفعت وهي مشتعلة مثل كرة لهب ضخمة قبل أن تسقط وتتحطم.، ولاحقاً قامت الشركة المصنعة لطائرة كونكورد بإجراء تعديلات على تصميم الطائرة التي كانت تعتبر من أكثر الطائرات أمانًا في العالم، وكانت هذه الحادثة بمثابة الضربة القاضية للشركة، حيث أن تكلفة الرحلات أصبحت عالية جدا بعد التعديلات التي أجريت على طائرات الكونكورد ، مما أدي إلى توقف الطائرة نهائياً عن الطيران في عام 2003.


10. كارثة مكوك الفضاء كولومبيا (2003): 

في الأول من فبراير من عام 2003 تحطم مكوك الفضاء كولومبيا أثناء عودته إلى الغلاف الجوي للأرض، في مهمته الثامنة والعشرين عندما تعرض لأضرار بعد ثلاثين دقيقة من إطلاق صواريخ الكبح والبدء في العودة إلى الغلاف الجوي للأرض، بعد رحلة دامت ستة عشر يوماً، مما أسفر عن مقتل طاقمه المكون من 7 رواد فضاء، خمسة رجال وامرأتين.

بعد إنطلاق رحلة المكوك الفضائي من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا في الساعة 10:39 بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 16 يناير 2003، تعرضت المركبة المدارية كولومبيا لأضرار كارثية في الحافة الأمامية لجناحها الأيسر عند دخولها الغلاف الجوي للأرض وإنفجرت وتناثرت في عشرات الآلاف من القطع الصغيرة على مساحات كبيرة، ففي الأول من فبراير 2003 وإثناء عودة المكوك الفضائي كولومبيا للأرض في مهمة في الفضاء، قام قائد الرحلة بأخر حديث له مع الأرض برده عبر اللاسلكي قال فيه "روجر ..." ثم قاطعته ضوضاء ثابتة، وبعد أقل من دقيقة، ووتحطمت وتحولت الرحلة إلى أشلاء متناثرة على ارتفاع أكثر من 20 ألف متر فوق سطح الأرض وهي بسرعة 18 مرة ضعف سرعة الصوت، وتناثر حطام المكوك الفضائي، وجثث أفراد الطاقم في أكثر من 2000 موقعا في مختلف أنحاء شرق تكساس، أركنساس و لويزيانا.

أسباب تحطم مكوك الفضاء كولومبيا 2003:

أظهر التحقيق أنه أثناء الإطلاق، بدأت مشكلة الرحلة بعد 81.7 ثانية من إطلاقها، عندما انفصلت قطعة من عازل خزان الوقود الخارجي واصطدمت بالجناح الأيسر، مما أدى إلى إتلاف الجدار الذي يحمي المكوك من الحرارة الهائلة الناتجة عن الإحتكاك بالغلاف الجوي عند العودة إلى الأرض، ومع أن التسجيلات أظهر بالصورة وقت انفصال قطعة العازل وتطايرها واصطدامها بالجناح الأيسر للمكوك الفضائي كولومبيا، إلا أنه لم يكن أحد على وجه الأرض أو المكوك على علم بخطورة الأضرار التي لحقت بكولومبيا وقتها، وعند عودة المكوك إلى الأرض وأثناء دخوله الغلاف الجوي، وبسبب الضرر الذي ألحق بالجدار العازل للجناح الأيسر، سُمح هذا للهواء شديد الحرارة الذي يزيد عن 2800 درجة مئوية بدخول الجناح أثناء العودة إلى الغلاف الجوي للأرض على ارتفاع 129000 متر، وانتشر الهواء الشديد الحرارة في الجناح الأيسر، مما أدى إلى إذابة هيكله المصنوع من الألمنيوم، وتسبب ذلك في فقدان السيطرة، وأثناء هبوط المكوك كولومبيا وبسرعة 16000 كيلومتر في الساعة، بدأ بالإنهيار فوق كاليفورنيا وهو في طريقه للهبوط في فلوريدا، ومن ثم تحطم وتناثر بشكل كارثيًا لدرجة كبيرة.

كان المكوك الفضائي كولومبيا يحمل 7 رواد فضاء هم: العقيد ريك زوج قائد الرحلة، و العقيد ويليام ماكول، واللفتنانت كولونيل مايكل أندرسون، والكابتن ديفيد براون، والقائد لوريل كلارك، والدكتور كالبانا شاولا، وعقيد إسرائيلي يدعى إيلان رامون، لم ينجوا منهم أحد.

أصدرت لاحقاً لجنة التحقيق تقريرًا في أغسطس 2003 يكشف أنه كان بالإمكان إنقاذ طاقم المكوك كولومبيا، وإصلاح الأضرار التي لحقت بالجناح، من خلال بقاء المكوك كولومبيا في المدار حتى 15 فبراير، حيث أنه كان مخطط لإطلاق المكوك الفضائي أتلانتس في 10 فبراير، مما يسمح بإنقاذ طاقم كولومبيا وإصلاح الأضرار.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع