هل فكرت يوماً ما بأننا نحتاج للحيوانات والطيور وحتى الحشرات للبقاء على قيد الحياة؟ أو هل فكرت لماذا يجب أن ننقذ أنواعاً من الحيوانات والطيور والحشرات من الانقراض؟ وهل فعلاً هي مهمة للبشر للبقاء وللحفاظ على كوكب الأرض، وللحفاظ على النظام البيئي بشكل خاص؟
تعتبر
الحيوانات والأنواع البحرية، والطيور والحشرات، وكل كائن حي على وجه الأرض، مهماً
مثل البشر تماماً، فلكل منهم دوره في الحفاظ على توازن بيئي صحي للأرض، ولكل كائن
حي منها مكانه الفريد في السلسلة الغذائية ويساعد في النظام البيئي حسب طبيعته
وبطريقته الخاصة.
وقد
يؤدي انقراض أحد أنواع الحياة البرية من النظام البيئي إلى اضطراب السلسلة
الغذائية بأكملها، وبالتالي إلى كوارث يصعب على البشر تحملها، وذلك لأن النظام
البيئي يدور في الأصل حول العلاقات الحية المختلفة المرتبطة من خلال شبكات الغذاء
وسلاسل الغذاء.
نضع
مثالاً بسيطاً للنحلة والتي تعتبر أمر ضروري وحيوي جداً لنمو محاصيل معينة، فهي
تقوم بدورها في نقلها لحبوب اللقاح من زهرة إلى زهرة، لذا لو انخفضت أعداد النحل،
فإنه بالتالي سينخفض بالتأكيد نمو المحاصيل الغذائية بسبب نقص التلقيح، والعكس.
وهكذا
الكثير من الحيوانات والطيور والحشرات تلعب دوراً مهماً في الحياة، وعلى سبيل
المثال أيضاً من الحيوانات آكلة اللحوم التي تقتل كل يوم بسبب الصيد الجائر والصيد
البشري، ولا يعرف الكثير من البشر، أن نقص وانقراض هذه الحيوانات، أو الحد منها،
حتماً سيؤدي إلى زيادة عدد الحيوانات العاشبة، التي تعتمد على نباتات الغابات من
أجل البقاء على قيد الحياة، وهذا بالطبع لن يستغرق وقتاً طويلاً، حتى ترتفع أعداد
تلك الحيوانات العاشبة في الغابات إلى حد كبير بحيث ستنتقل إلى الأراضي الزراعية
والقرى المجاورة للغابات لتلبية احتياجاتهم الغذائية.
ومن
هذا يجب أن ندرك أن إنقاذ الحياة البرية يلعب دورًا كبيرًا في ضمان تحقيق التوازن
البيئي وبالتالي الحفاظ على نظام بيئي صحي.
هنا
في هذه المقالة نسرد لك أهم عشرة حيوانات يحتاجها البشر للبقاء على قيد الحياة،
وللحفاظ على توازن بيئي صحي للأرض:
10. النحل:
معظم
الناس تعرف أن تلك المخلوقات الصغيرة مشهورة بصنع العسل اللذيذ بمهارة فائقة، ولكن
الكثير لا يعلمون أن تلك الحشرة الصغيرة تلعب دورًا حيويًا في وظائف الأرض أكثر
مما تعتقد!
ففي
جميع أنحاء العالم، تنقل هذه النحلة الصغيرة المجتهدة حبوب اللقاح من زهرة إلى
زهرة في عملها اليومي في جمع رحيق العسل، حيث يعتبر النحل هو المزارع الأول في
العالم، وهناك أكثر من 20000 نوع مختلف من النحل، ويساهم منها حوالي 4000 نوع من
النحل في التلقيح، وبما أن التلقيح يعد أمرًا حيويًا للنباتات، لأنه أساسًا هو ما
يجعل معظم الحياة النباتية على هذا الكوكب تنمو، ويسمح للنباتات والزهور والأشجار
والفواكه بالوجود والتي بدورها تغذي الحيوانات الأخرى والبشر، وهناك الكثير من
المحاصيل والنباتات تعتمد في نموها على التلقيح، والنحلة هي الحشرة الاجتماعية
الوحيدة التي تفعل مثل هذا، ويمكن للنحلة في يوم واحد، زيارة 5000 زهرة، فماذا
سيحدث للحياة بدون النباتات والزهور والأشجار والفواكه دون أن يقوم النحل بعمله
اليدوي؟.
يقوم
النحل بتلقيح حوالي 80 في المائة من الخضار والفواكه التي يستهلكها الإنسان عادة،
مثل التوت، والقرنبيط، والشمام، والتفاح، والهليون، والأفوكادو، وفول الصويا،
والخيار، والكوسا، إلخ.
حيث
أكدت دراسة في العام الماضي 2020 لمصدر موثوق، أن العلماء وجدوا دليلاً على أن
ميليتين، أحد مكونات سم نحل العسل، يمكن أن يقتل الخلايا السرطانية، وأيضاً في
الطب التقليدي، يستخدم الناس العسل عند علاج مجموعة متنوعة من الحالات.
ولكن
لسوء الحظ، انخفضت أعداد النحل بنسبة تصل إلى 80 في المائة، وقدرت بحوالي 250
مليار نحلة في أجزاء معينة من العالم بسبب تغير المناخ والأمراض والتفاعل البشري
واستخدام مبيدات الآفات، ويمكن أن يؤثر فقدان النحل ليس فقط على البشر ولكن أيضًا
على التأثير المالي الكبير، حيث تلعب صناعة إنتاج العسل دورًا أساسيًا في العالم،
وبالتالي، فإنه يقدم أشياء أكثر أهمية بكثير من العسل اللذيذ، لذا، فإن النحل هو
أحد الحيوانات التي يحتاجها الإنسان للبقاء على قيد الحياة، ولوجودهم دور حيوي في
حياة البشر.
9. العوالق:
مع
وجود أكثر من 50000 نوع مختلف من العوالق في المحيطات، وتنمو هذه الطحالب المجهرية
العائمة قريب من سطح الماء وحتى 200 متر الأولى من المحيط، والتي تتلقى ما يكفي من
ضوء الشمس للقيام بعملية التمثيل الضوئي، ويمكن رؤيتها من الفضاء. والعوالق تتكون
من نوعين هي العوالق الحيوانية والعوالق النباتية، وفي الواقع مصطلح العوالق يشير
إلى أي كائن حي صغير تحت الماء غير قادر فعليًا على التحرك بمفرده، فالعوالق هي
كائنات بحرية صغيرة، أو نباتات صغيرة، وهذه المخلوقات غير المتحركة غير قادرة على
السباحة عكس المد والجزر في البحر، فهي تبقى في مكان واحد.
والعوالق
لها دور حيوي في موازنة النظام البيئي لأنها توفر الغذاء لمجموعة واسعة من الأنواع
البحرية، بداية من ذوات الصدفتين الصغيرة إلى الحيتان العملاقة، وهذه المخلوقات
الصغيرة لا تطعم الأسماك والحيتان والدلافين والطيور البحرية فحسب، بل توفر لنا
أيضًا الدور الأكثر أهمية على الإطلاق! فهي السبب وراء قدرتنا جميعًا على التنفس،
لأنها تمتص الطاقة من الشمس والمغذيات من الماء، وهما المكونان الضروريان لعملية
التمثيل الضوئي، ومن خلال التمثيل الضوئي، تلعب كل من العوالق النباتية والعوالق
الحيوانية دورًا مهمًا في تحويل الطاقة إلى أكسجين وتوزيعها في جميع أنحاء العالم،
وتعتبر العوالق مسؤولة عن نصف أكسجين الأرض! والنصف الآخر يأتي من التمثيل الضوئي
على الأرض بواسطة الأشجار والنباتات الأخرى.
ومن
الجدير بالذكر أن العوالق مثلما تولد جزءًا كبيرًا من الأكسجين الموجود على الأرض،
فإنها تمتص أيضًا ما يصل إلى نصف ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي! وجد العلماء
الذين قاموا بدراسات كثيرة حول العوالق النباتية والحيوانية وألقوا نظرة شاملة على
قدرة المحيطات على تخزين ثاني أكسيد الكربون، وأنه يعمل بمثابة حوض هائل، يحبس
غازات الدفيئة المعروف أنها تساهم في تغير المناخ، وبدون العوالق، سيكون تركيز
ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي أعلى، وستكون آثاره كبيرة على الأرض، مثل
ارتفاع منسوب مياه البحر وتغير أنماط الطقس، لذا فإن العوالق تعد أيضًا واحدة من
الحيوانات التي يحتاجها البشر للبقاء على قيد الحياة.
8. النمل:
يوجد
أكثر من 12000 نوع معروف من النمل حول العالم، ومن المحتمل أن تجدهم بوفرة في كل
نظام بيئي تقريبًا، وربما تصادفها في المنازل والشركات، وفي كل مكان تقريباً،
تساعد هذه المخلوقات الصغيرة الرائعة جدًا، على خلق ظروف تربة صحية والحفاظ عليها
للنمو، ومن الصعب تخيل أي حشرة أو حيوان
آخر له تأثير أكثر أهمية وإيجابية على البيئة الأرضية التي تحافظ على حياتنا مثل
النمل، حيث أنه يعتبر من بين الحيوانات المفترسة الرئيسية للحشرات الأخرى، مما
يساعد على تقليل أعداد الآفات، ويستخدم النمل مواد كيميائية تعرف باسم
"الفيرومونات" للتواصل والتعاون بينها بشكل فعال، وعلى الرغم من أنه
النملة صغيرة جداً، إلا أن النمل يمكن أن يحمل خمسين ضعفًا من وزن الجسم، وتتغذى
عادة على الفطريات أو الرحيق أو البذور أو الحشرات.
أهمية النمل:
*
تهوية التربة وتحسين الصرف:
يحرك
النمل تقريبًا نفس كمية التربة مثل ديدان الأرض، مما يؤدي إلى زيادة حركة الهواء
والماء في الأرض، ويقوم النمل بعمل أفضل في تحسين بنية التربة مقارنة بالديدان،
فمن خلال بناء الأعشاش وإنشاء الأنفاق في الأرض، فإنه يحسن التربة بشكل كبير،
ويعيدون توزيع العناصر الغذائية أثناء نقلهم جزيئات التربة من مكان إلى آخر، وتحسن
الفراغات الناتجة عن أنفاقهم دوران الهواء والماء في التربة، وأيضاً تحافظ على
النظام البيئي نظيفًا من جثث الحشرات الميتة وتساعد في تدمير وتحلل المواد
النباتية والحيوانية. من خلال حمل أجزاء من النباتات وبقايا الحيوانات في أعشاشها،
وتقوم بتخصيب التربة وإعادة تدوير المغذيات من خلال النظم البيئية المختلفة،
وبنقل
النمل البذور إلى أعشاشه في الأرض الخصبة، والمغذية، يمكن للنباتات أن تنمو بأمان،
وخالية من أضرار العواشب، وعندما يسافر النمل لمسافات طويلة ببذور النبات، يمنح
النباتات تحقيق الهدف المنشود المتمثل في الانتشار على مساحة واسعة لتقليل الإضاءة
والتغذية والمساحة والمنافسة المائية مع النباتات الأخرى، ويساعد النباتات على
الانتشار في مناطق جديدة.
*
تحسين كيمياء التربة:
يقوم
النمل عادة بتخزين كميات كبيرة من الطعام في مواقع أعشاشه وبالقرب منها، مما يضيف
المواد العضوية إلى التربة، وكما أنها تفرز الفضلات وتترك بقايا الطعام خلفها، وكل
ذلك يساهم في تغيير كيمياء التربة، وعادة ما يكون للأفضل، وغالباً ما تكون هذه
التربة المتأثرة بنشاط النمل أكثر ثراءً بالنيتروجين والفوسفور.
*
نثر البذور:
يقدم
النمل خدمة كبيرة لا تقدر بثمن للنباتات، وذلك عن طريق نقل بذورها إلى أماكن أكثر
أمانًا وغنية بالمغذيات، وعادة ما يحمل النمل البذور إلى أعشاشه، وفي هذه التربة
الخصبة تتجذر الكثير من النباتات وتنمو، وتعتبر البذور التي ينقلها النمل محمية
بشكل أفضل من الحيوانات الآكلة للبذور وأقل عرضة للجفاف أيضاً، نثر البذور بواسطة
النمل ، مفيد بشكل خاص للنباتات في البيئات الصعبة أو التنافسية ، مثل الصحاري
القاحلة أو الموائل ذات الحرائق المتكررة.
*
تدمير الآفات:
يبحث
النمل دائما عن وجبات لذيذة ومغذية ولا يختار فريسته بناءً على وضعها كآفة، لكن
العديد من المخلوقات التي يأكلها النمل هي مخلوقات نفضل نحن البشر ألا تكون موجودة
بأعداد كبيرة، مثل البراغيث والذباب وبيض بق الفراش أو اليرقات، ويقوم النمل في
الحقول الزراعية بشكل خاص في مكافحة الآفات المختلفة التي تصيب النباتات.
7: الخفافيش:
تعتبر
الخفافيش من أكبر مستهلكي الحشرات، وكما هو معروف فإن تقريبًا جميع أنواع الخفافيش
تتدلى رأسًا على عقب، وتتواجد على الأشجار وفي الكهوف والمباني.
وقدر
العلماء أنه كم خلال أكل الخفافيش للحشرات، فإنها توفر للزراعة والمزارعين مليارات
الدولارات سنويًا في مكافحة الآفات الزراعية، وقدرت بعض الدراسات أن قيمة الخدمة
تزيد عن 3.7 مليار دولار سنويًا، وربما تصل إلى 53 مليار دولار.
ومع
ذلك، لا تأخذ هذه القيمة في الاعتبار حجم الحشرات التي تأكلها الخفافيش في النظم
البيئية للغابات والدرجة التي تفيد بها صناعات مثل الخشب، كما أنه لا يأخذ في
الاعتبار الأهمية الحاسمة للخفافيش باعتبارها ملقحات للنباتات والمحاصيل أيضاً،
لذا فإن القيمة النقدية الفعلية للخفافيش أكبر بكثير من 3.7 مليار دولار سنويًا.
أهمية
الخفافيش لبقاء البشر على قيد الحياة:
*
التلقيح:
العديد
من أنواع الخفافيش في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من الأميركتين تعتمد على
أكل رحيق أزهار النباتات، لذا تعتمد أنواع كثيرة من النباتات في هذه المناطق على
الخفافيش للتلقيح ونثر البذور، مثل نبات الأغاف الأزرق "نوع من أنواع نبات
الصبار"، وبعض النباتات الأخرى.
تلعب
الخفافيش الآكلة للفاكهة أدوارًا مهمة في توزيع البذور للحفاظ على النباتات
والغابات، يطلق على هذه الأنواع من الخفافيش، "الثعالب الطائرة" بسبب
حجم أجسامها الكبيرة وعيونها الكبيرة، ويمكن أن تمثل الخفافيش الآكلة للفاكهة ما
يصل إلى 95٪ من نثر البذور المسؤولة عن النمو المبكر في الغابات المطيرة، وتتواجد
في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية (إفريقيا وآسيا وأستراليا)، وأيضاً تتواجد
في بعض جزر المحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وتعيش في
الحدائق الوطنية في غوام وساموا الأمريكية وجزر فيرجن!
كما
تعتمد أنواع كثيرة من الخفافيش على آلاف الحشرات كل ليلة للبقاء على قيد الحياة،
وتقوم الخفافيش بعمل رائع في أداء مكافحة الحشرات في جميع أنحاء العالم، حيث أنها
تستهلك الملايين من حشرات الآفات في غذائها، مما يعني أننا لا نشعر بالانزعاج من
التعامل معها، وفي الكثير من البلدان، يعاني سكانها من البعوض الذي يحمل أمراضًا
خطيرة مثل الملاريا وحمى الضنك، ويمكن للخفافيش أن تأكل ما يصل إلى 1000 بعوضة في
الساعة!، وتعتمد الحيوانات الأخرى في النظام البيئي على الخفافيش للحصول على
سعراتها الحرارية، فنجد أن الخفافيش تعتبر غذاء مهماً للصقور، والثدييات مثل ابن
عرس، وبعض أنواع القطط، والراكون.
ومع
ذلك، في العديد من البلدان، تواجه الخفافيش حاليًا فقدان موطنها من خلال إزالة
الغابات وغيرها من الإجراءات البشرية التي تهدد بانقراض أنواع منها.
6.
الضفادع:
يوجد
أكثر من 6000 نوع من الضفادع في العالم، تشتهر الضفادع بعيونًا بارزة، وليس لها
ذيل، وأرجل خلفية قوية ومكيفة للقفز والسباحة، ولديهم أيضًا جلود ناعمة ورطبة،
كثير منها يعيش في الماء غالباً، لكن البعض يعيش على الأرض أو في الجحور أو في
الأشجار، وللضفادع جلد رقيق مسامي، مما يجعلها مخلوقات حساسة، ومن خلال هذا الجلد،
تمتص المواد الكيميائية من الهواء والماء، ولهذا السبب، تعتبر الضفادع مؤشرات جيدة
على الضرر البيئي، مما يعني أنك إذا سمعت الكثير من الضفادع في منطقة ما، فهذا
يعني أن البيئة المحلية من المحتمل أن تكون نظيفة وغير ملوثة.
لذلك
تعتبر الضفادع بمثابة أجهزة مراقبة بيولوجية جيدة، فمن خلال وجود ضفادع في حديقتك
الخاصة، يمكن أن تظهر لك الضفادع أن هناك شيئًا ما خطأ في المنطقة، أو إذا كانت
تتكاثر وتعيش في المنطقة بسعادة، فيجب أن يكون كل شيء على ما يرام، ولذلك إن كنت
ترغب في حديقة مثالية، يمكنك استخدام المؤشرات من الضفادع لمعرفة ما إذا كانت
الظروف في حديقتك جيدة، أو إذا فقدت الضفادع التي كانت تسكن هناك فجأة، فستعرف أن
هناك خلل ما في الحديقة واضطراب يجب إصلاحه.
وتعتبر
الضفادع أيضاً مكافحة للآفات، حيث تعتبر الضفادع رائعة في تنظيف الحديقة من
الحشرات الضارة، ويمكن لضفدع واحد أن يأكل أكثر من 100 حشرة، مثل اليرقات والحشرات
الصغيرة والديدان القارضة وأكثر من ذلك.
وتحتل
الضفادع مكانة مهمة في السلسلة الغذائية كحيوانات مفترسة وفريسة طوال دورة حياتها،
فإنها تأكل الطحالب، مما يساعد على تنظيم الإزهار وتقليل فرص تلوث الطحالب، وتعد
الضفادع مصدرًا مهمًا للغذاء لمجموعة متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك الطيور
والأسماك والقرود والثعابين، ويمكن أن يؤدي اختفاء الضفادع إلى اضطراب شبكة الغذاء
المعقدة مع تأثيرات متتالية محسوسة في جميع أنحاء النظام البيئي بأكمله.
وحديثاً
قام معهد البحث العلمي وخدمات التكنولوجيا العالية في بنما (INDICASAT)، بفحص الضفادع البرية بحثًا عن مواد ذات إمكانات دوائية لعلاج
الأمراض الاستوائية المختلفة، وعندما قاموا بتحليل إفرازات هذه الضفادع اكتشفوا
مادة كيميائية في الغدد السامة تسمى 19-هيدروكسي-بوفالين، وجدوا أن هذه المادة
الكيميائية كانت فعالة جدًا في قتل الطفيليات التي تسبب مرض شاغاس، (ويُعرف داء
شاغاس باسم داء المِثقبِيَّات الأمريكي، وهو مرض معد، وقد يُسبب داء شاغاس في حالة
عدم علاجه مشاكل خطيرة في القلب والجهاز الهضمي فيما بعد)، وداء شاغاس هو مرض
استوائي يقتل 10000 شخص سنويًا، والأدوية المستخدمة حاليًا لعلاج المرض ليست فعالة
بما فيه الكفاية، خصوصاً في الحالات الحادة، ووجد أن المادة الكيميائية المستخرجة
من الضفادع ذات سمية منخفضة للخلايا، مما يجعلها مرشحة بقوة لعلاج مرض شاغاس.
5.
الفطريات:
يوجد
ما يقرب من 1.5 مليون نوع من الفطريات على هذا الكوكب، وتتواجد الفطريات في كل
مكان بأعداد كبيرة جدًا، في التربة والهواء وفي البحيرات والأنهار والبحار وفي
النباتات والحيوانات وداخلها وفي الطعام والملابس وفي جسم الإنسان، جنبا إلى جنب
مع البكتيريا، والفطريات هي المسؤولة عن تحطيم المواد العضوية، وإطلاق سراح
الكربون، والأكسجين، والنيتروجين، والفوسفور في التربة والغلاف الجوي.
تندرج
عشرات الآلاف من الكائنات الحية، من الفطر إلى العفن إلى الخميرة، تقع تحت مظلة
الفطريات، وليس كما كان يُعتقد أنها نباتات، بل ظهرت الفطريات كمملكة تصنيفية خاصة
بها، وتتنوع الأنواع الفطرية، ولها العديد من الخصائص الفريدة، حيث أن بعضها غير
ضار، وبعضها مفيد، وبعضها الآخر ضار.
وأيضاً
أستخدم نوع من الفطريات يسمى الخميرة في الخبز، وساهمت الفطريات في مساعدة النباتات
بالحصول على الماء والمغذيات من التربة، كما وتلعب الفطريات أدوارًا حيوية في
المحيطات، فهي ضرورية لإعادة تدوير المغذيات في جميع الموائل الأرضية لأنها
المحللون المهيمنون للمكونات المعقدة لحطام النبات، مثل السليلوز واللجنين،
وللفطريات أدوار أخرى في النظام البيئي أيضًا، فهي تساعد باعتبارها من مسببات
الأمراض الحيوانية، في السيطرة على أعداد الآفات الضارة، وهذه الفطريات خاصة جدًا
بالحشرات التي تهاجمها، ولا تصيب الحيوانات أو النباتات، كما ز تخضع أنواعاً كثيرة
من الفطريات حاليًا للدراسات والتجارب كمبيدات حشرية جرثومية محتملة.
4. الأسماك:
يوجد
أكثر من 30000 نوع مختلف من الأسماك في العالم، وتحمي هذه الأسماك الفقارية نفسها
من أعدائها في الاندماج أو التمويه مع بيئتها، وتوفر الأسماك مصدرًا أساسيًا
للغذاء للبشر، وتساعد أيضًا في تنظيف المحيطات ومكافحة تغير المناخ.
وتعد
الأسماك من بين أكثر الأطعمة صحة على هذا الكوكب، فهي مليئة بالعناصر الغذائية
المهمة، ومصدرًا رائعًا لأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تعتبر مهمة للغاية لجسمك
وعقلك.
فالأسماك
تساعد في الحفاظ على صحة القلب عن طريق خفض ضغط الدم وتقليل مخاطر الموت المفاجئ
والنوبات القلبية واضطراب نظم القلب والسكتات الدماغية، وتساعد على صحة وظائف المخ
وتطور البصر والأعصاب لدى الرضيع أثناء الحمل، وتقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب،
واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ومرض الزهايمر، والخرف، ومرض السكري، وقد تمنع
الالتهاب وتقلل من مخاطر الإصابة بالتهاب المفاصل.
من
هذا قد اثبتت الدراسات أن أهمية الأسماك للإنسان ليس مجرد مصدر للغذاء فقط، بل
الأسماك مهمة جدا للإنسان اقتصاديا، فهي مهمة كغذاء أولاً، وهي تعطي منتجًا
ثانويًا، ويمكنها السيطرة على الأمراض، وأخيراً هي مصدر للدخل والعمالة في العديد
من المناطق النامية ذات الدخل المنخفض، وفي بلدان كثيرة في العالم.
ووفقًا
لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، هناك نمو كبير في استهلاك الأسماك وقد أدى ذلك
إلى تعزيز النظم الغذائية للناس في جميع أنحاء العالم من خلال الأطعمة المتنوعة
والمغذية من الأسماك، وفي عام 2019 شكلت الأسماك حوالي 22 في المائة من استهلاك
سكان العالم من البروتين الحيواني و6.7 في المائة من جميع البروتينات المستهلكة.
تتغذى
الأسماك على بيض الأسماك والرخويات والأسماك الأخرى والنباتات المائية والطحالب
والطيور المائية والسلاحف والعوالق الحيوانية والحشرات الأرضية والضفادع والثعابين
والفئران.
وللأسماك
أهمية كبيرة للأرض بشكل خاص، فيمكن لفضلات الأسماك أن تقلل بشكل كبير من حموضة
المحيطات، وفي الحفاظ على توازن درجة الحموضة الدقيق في المحيط، وذلك من عندما
تطفو مخلفات الأسماك على سطح الماء وتذوب في النهاية، مما يساعد ذلك في تكوين ثاني
أكسيد الكربون الذي يساعد على تكوين حموضة المحيط،
وكما
الكثير من الحيوانات والطيور، أيضاً الأسماك تواجه تهديدات بسبب الصيد الجائر
وتدمير موائل الأسماك، وبالتالي، تهديد لوجود أحد الحيوانات التي يحتاجها الإنسان
للبقاء على قيد الحياة.
ويتعرض
تقريباً 31 في المائة من تجمعات الأسماك في العالم للصيد الجائر وما نسبته 58 في
المائة يتم صيدها عند أقصى مستوى مستدام، وهذا يشكل تهديداً واضحاً لتكاثر الأسماء
بالسرعة المطلوبة ونموها بالشكل المطلوب، في ظل وجود سبعة مليارات شخص يحتاجون
الأسماك على أطباقهم.
3. الديدان:
يوجد
أكثر من 2700 نوع مختلف من الديدان في العالم، وتعتبر الديدان من ذوات الدم
البارد، وتعيش حيث يوجد طعام ورطوبة وأكسجين ودرجة حرارة مناسبة، وإذا لم تتواجد
هذه الأشياء معاً، فإنها تذهب إلى مكان آخر يلائمها، ويمكن للديدان أن تأكل بقدر
وزنها في كل يوم، وتتواجد الديدان بأعداد كبيرة، حيث يمكن لفدان واحد من الأرض، أن
يوجد به أكثر من مليون من ديدان أرض.
قد
لا يرى الكثير منا أن الديدان لها جاذبية، وأنها ربما مقززة وما إلى ذلك، بينما هي
في الحقيقة تلعب دورًا حيويًا على هذا الكوكب، فهذه المخلوقات لها فوائد عظيمة لا
يمكن الاستغناء عنها أبداً، وهي من الحيوانات التي يحتاجها البشر للبقاء على قيد
الحياة.
إذن ما هو الدور الذي تلعبه ديدان الأرض؟
في
الحقيقة إن الشبكة المعقدة من الأنفاق التي تشكلها ديدان الأرض تحت الأرض مهمة
للغاية، وفي الواقع، قد يكون هناك شك في وجود العديد من الحيوانات الأخرى التي
لعبت دورًا مهمًا جدًا في تاريخ العالم، كما فعلت هذه المخلوقات.
أهمية الديدان في بقاء البشر على قيد الحياة تتلخص في الاتي:
* إعادة
تدوير المواد العضوية:
تأكل
هذه الديدان الجائعة وزن جسمها من الطعام كل يوم، ومن بين أشياء أخرى، يتكون
نظامهم الغذائي من:
النباتات
الميتة، والأوراق المتساقطة، والفطريات والبكتيريا والحيوانات النافقة، وعندما
تأكل، تتفكك الديدان وتعيد تدوير هذه المادة العضوية داخل التربة مما يساعد على
تسميد الأرض بشكل طبيعي ويضمن أنها مليئة بالعناصر الغذائية الحيوية مثل
النيتروجين، والفوسفور، والبكتيريا المفيدة التي تساعد النباتات على الازدهار.
* تحسين
بنية التربة:
جحور
ديدان الأرض تغير التركيب المادي للتربة، من خلال فتح مساحات صغيرة، تعرف
بالمسامات داخل التربة، ويؤدي ذلك لتفكك التربة وخلطها وتزويدها بالأكسجين أثناء
حفر القنوات من خلالها، ويمكن أن يؤدي حفر تلك الجحور إلى زيادة معدلات تسرب
المياه تصل إلى 10 أضعاف الكمية الأصلية، وهذا بدوره يجلب الماء والمغذيات القابلة
للذوبان إلى جذور النبات، وأيضاً يحسن الحفر تهوية التربة، والذي يعد مهم لكل من
النباتات والكائنات الحية الأخرى التي تعيش في التربة، ويعزز تغلغل جذور النبات،
وأظهرت الأبحاث أن التربة الخالية من ديدان الأرض يمكن أن تكون أقل فعالية بنسبة
90٪ في امتصاص الماء، من التربة التي تتواجد فيها الديدان.
* توفير
مصدر غذاء للأنواع المهمة الأخرى:
تعتبر
الديدان مهمة جدًا في السلسلة الغذائية، نظرًا لأهميتها في توزيع العناصر الغذائية
والكائنات الحية والمواد المتحللة، فهي توفر الغذاء للحيوانات المفترسة، وتعتبر
مصدرًا مهمًا غنيًا بالبروتين للغذاء لأنواع مهمة أخرى مثل الطيور والقنافذ
والضفادع.
2. القردة:
هناك
أكثر من 260 نوعًا من القرود، ومعظم القرود شجرية، تعيش على الأشجار، على الرغم من
أن بعضها، مثل قرود المكاك والبابون، هي أرضية، وتعيش القردة في جميع أنحاء العالم
وتأتي بأشكال وأحجام وألوان مختلفة، باعتبارها واحدة من أقرب الحيوانات للبشر، فإن
هذه الثدييات ذكية جدًا، وهناك العديد من أنواع القرود مهددة بالانقراض، حيث أعلنت
منظمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، أن هناك قائمة بحوالي 25 نوعاً من القرود الأكثر تعرضًا للخطر
والمهددة بالانقراض، منها قرد رولواي وقرد دلتا النيجر الأحمر وكات با لانجور الذي
بقي منه 50 فردا فقط في العالم.
أهمية القردة لبقاء البشر على قيد الحياة:
تدعم
مناطق عيش هذه الحيوانات النظام البيئي الذي نعتمد عليه جميعًا، إنهم يمتصون
الكربون بينما يطلقون الأكسجين عبر عملية التمثيل الضوئي، ويضخون الماء في الهواء
عن طريق التبخر، مما ينشط أنماط هطول الأمطار العالمية.
إضافة
إلى ذلك، فإن فضلات القردة تزرع بذور أشجار ونباتات جديدة وتحافظ على نمو وصحة هذه
الغابات، وبدون مثل هذه النظم البيئية، فليس لدينا مصدر دائم للكربون، ومعنى ذلك
أنه إذا كان هناك عدد أقل من الأشجار في الغابات المطيرة، فإن كمية قليلة من
الرطوبة تذهب إلى الغلاف الجوي، وبالتالي يتم تقليل هطول الأمطار، وكذلك انخفاض
إمدادات المياه.
نُشرت
دراسة جديدة في مجلة أوريكس، وهي مؤسسة الحياة البرية الأفريقية في 27 فبراير
الماضي، أن العديد من أنواع الأشجار والنباتات في جمهورية الكونغو الديمقراطية
تعتمد بشكل شبه حصري على قرود البونوبو في نثر البذور، ووجدت الدراسة أن أكثر من
20 نوعًا من النباتات غير قادرة تمامًا على التكاثر إذا لم تنتقل بذورها أولاً عبر
أحشاء البونوبو، وفقًا للصحيفة، فإن قرود البونوبو تلعب دورًا رائعًا في الغابة،
فهم يأكلون حوالي ثلاثة ساعات ونصف يومياً، ومن ثم تقطع مسافة 1.2 كيلومتر من موقع
طعامها، قبل التغوط ورمي فضلاتها، وإيداع البذور، ووجد البحث الذي أجراه عالم
الأحياء "ديفيد بون" من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، أن
بذور هذه النباتات لم تكن لتنمو لو لم تأكلها قردة البونوبو، ويرجع السبب إلى أن
أحماض المعدة والعمليات المعوية لهذه القرود تؤدي إلى إضعاف الطبقة الخارجية
القاسية للبذرة، مما يجعلها أكثر قدرة على امتصاص الماء لكي تستطيع النمو فيما
بعد، ولا نتحدث هنا عن عدد قليل من البذور، فقد قدرت الأبحاث السابقة أن في
المتوسط حوالي 11.6 مليون بذرة من بذور النباتات تنتقل عبر أحشاء قردة البونوبو خلال
حياتها.
1.
الطيور:
هناك
أكثر من 10.400 نوع حي مختلف من الطيور في العالم، وهي فقاريات من ذوات الدم الحار
ترتبط بالزواحف أكثر من ارتباطها بالثدييات، وتضع البيض، والمدى السمعي للطيور
محدود نوعاً ما، وتعتبر معظم الطيور نهارية في العاد، وقد احتفظ الناس بالعديد من
الطيور كحيوانات أليفة، مثل الحمائم والببغاوات وطيور الحب، وتعد السمة الرئيسية
التي تميز الطيور عن جميع الحيوانات الأخرى، هي الريش الذي يكسو الطيور، فهو
يساعدها على الطيران، ويساعدها في التحكم في الريح عند الطيران في الهواء، كما أنه
يحافظ على دفء الطيور في الشتاء!، وهناك من الطيور من تستخدم ريشها أيضًا للتباهي،
مثل الطاووس، فهو يظهر كل ريشه لجذب رفيقته.
تعد
الطيور من بعض المخلوقات الوحيدة الموجودة في كل قارة من قارات العالم، وفي كل
بقاع الأرض، مع وجود آلاف الأنواع المختلفة منها، تحتل الطيور مجموعة واسعة من
البيئات الأرضية، وتهاجر الكثير من الطيور مما يعني أنها تطير إلى مكان آخر حسب
الموسم، وغالبًا ما يتعلق هذا بالطقس في البلدان أو الأماكن المختلفة التي تعيش
فيها تلك الطيور، والقاسم المشترك بين جميع أنواع الطيور هو استخدامها للأعشاش
للمأوى والحماية من الحيوانات المفترسة وتربية الصغار، فهي تبني أعشاشها في مناطق
آمنة مثل الأشجار والعشب الطويل والزوايا الصغيرة الموجودة في المباني الشاهقة
والبعيدة عن أيدي الناس.
أهمية
الطيور في بقاء البشر على قيد الحياة:
* مكافحة الآفات الزراعية:
أظهرت
دراسة حديثة أن الطيور تأكل ما بين 400-500 مليون طن من الحشرات سنويًا، وهناك
أنواع من الطيور مثل طائر السمامة، يتكون ثلثا النظام الغذائي الخاص بـه من الآفات
الزراعية، وفي غابات الأميركتين، طير يدعى "منقار الجرس الأمريكي
المسائي" يعتبر بطلًا خارقًا في القضاء على دودة شجرة التنوب، مما يوفر مبالغ
كبيرة في مكافحة البيولوجية، وتتميز الطيور بكفاءة عالية لدرجة أن أعشاش الطيور
أصبحت تستقبل أنواع كثيرة من الحشرات والآفات لتطعم بها صغارها من الطيور في جميع
أنحاء العالم.
* تلقيح النباتات:
عندما
نذكر الملقحات نتذكر النحل والفراشات، لكن هناك طيور مثل الطيور الطنانة وآكلات
العسل تقدم أيضًا مساهمة كبيرة في تلقيح النباتات، خاصة في الارتفاعات العالية أو
المناخات الحارة، ففي جنوب إفريقيا، على سبيل المثال، يتم تلقيح ما يقرب من ربع
أنواع نباتات السالفيا بالطيور، ومثل هذه النباتات لا رائحة لها، فلا يمكن للنحل
والفراشات تلقيحها، بينما الطيور تفضل الرؤية على الرائحة، لذا فإن دور الطيور
كملقحات يفيد البشر بشكل مباشر، وأثبتت دراسات عدة أن حوالي 5٪ من النباتات التي
يستخدمها البشر في الغذاء أو الدواء يتم تلقيحها بواسطة الطيور، وأنه في حالة
انقراض هذه الطيور فإن النتائج ستكون خطيرة، باختفاء أنواع كثيرة جداً من النباتات
التي تعتمد على تلقيح الطيور.
* تعد الطيور طاقم التنظيف في الطبيعة:
أصبح
مشهد النسور وهي تحلق في السماء أمرًا ينذر بالخطر، وعلق هذه المشهد في أذهان معظم
البشر، خصوصاً أن تجمع النسور وتحليقها في السماء ينذر برائحة الموت في ذلك
المكان، وعادة ما تستطيع النسور معرفة مكان موت أحد الحيوانات في خلال ساعة،
ودقتها هي التي تجعلها ذات قيمة، فبدون النسور يمكن أن تمر أيام عل جثة الحيوانات
قبل أن يصلها الحيوانات الزبالة مثل الكلاب والثعالب الأقل كفاءة من النسور، وذلك
يمكن أن يسمح للأمراض الفتاكة مثل داء الكلب والسل بالتطور والانتشار، بينما يمكن
لنسر واحد أن يوفر خدمات التخلص من النفايات بقيمة حوالي 11600 دولار أمريكي.
* نشر البذور:
تأخذ
الطيور البذور التي أكلتها معها أثناء هجرتها وتفرقها من خلال فضلاتها، وبذلك تعيد
النباتات إلى النظم البيئية التي دمرت من قبل، بل ويحملون النباتات عبر البحر إلى
مناطق جديدة أيضاً، وقد ساعدت الطيور في تشكيل الحياة النباتية التي نراها في
أنحاء كثيرة من العالم، وحسب دراسات أجريت فإنه في بعض الغابات تحتوي على 70٪ من
النباتات التي قامت الطيور بنثر بذورها.
* تحافظ الطيور على حياة الشعاب المرجانية:
تلعب
الطيور، وخاصة الطيور البحرية، دورًا رئيسيًا في تدوير المغذيات والمساعدة في
تخصيب النظم البيئية البحرية مثل الشعاب المرجانية، وذلك من خلال فضلات تلك الطيور
البحرية، فهي تسافر مئات الكيلومترات لتتغذى في المحيط، وعند عودتها، تضع فضلاتها
على الشواطئ، مما يؤدي إلى تخصب الشعاب المرجانية المجاورة لتلك الأماكن، وقد أظهرت
دراسة أجريت على جزر شاغوس، أن هناك الأماكن التي تتواجد فيها الطيور بحرية على
الشواطئ بدون وجود للحيوانات المفترسة، ازدهرت الشعاب المرجانية، ورافق ذلك نمو
الأسماك بشكل أكبر وأسرع من الأماكن الأخرى.
* الطيور تلهم العلماء:
تعتبر
الطيور بمثابة نظام إنذار مبكر خاص بنا للمخاوف الملحة مثل تغير المناخ، فانتشار
الطيور على نطاق واسع استجابتها بسرعة كبيرة للتغيرات في البيئة، مكن العلماء من
معرفة الأخطار التي تحيط بالأرض، وقد ألهمت الطيور البشر بتكنولوجيا الطيران،
والتوازن فأثناء الطيران والكثير المعلومات التي ألهمت العلماء من خلال طبيعة
الطيور وطريقة طيرانها وهبوطها.
** يبلغ عدد الطيور في الولايات المتحدة وحدها حوالي 73 مليون، وينفق الأمريكيون ما يصل إلى 40 مليار دولار سنويًا على إطعام الطيور وشراء المعدات والسفر للبحث عن الطيور ومتابعتها، مما أدى إلى توليد 82 مليار دولار من الناتج الاقتصادي، وبالتالي ساعد في توظيف ما يقرب من 680 ألف شخص.
تعليقات
إرسال تعليق