القائمة الرئيسية

الصفحات

أكثر 10 حكام قسوة وتعطشًا للدماء في التاريخ!

  لقد شهد العالم حروب كثيرة وإبادات جماعية راح ضحيتها ليس مئات الآلاف فحسب، بل الملايين من الأشخاص، منها حروب غيرت مجرى التاريخ بالفعل، ومنها حروب تم فيها إبادة مجتمعات بشكل كامل.

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

ويذكر لنا التاريخ الكثير من أسماء الملوك والسلاطين والحكام، الذين ارتبطت أسماؤهم بمجازر راح ضحيتها الملايين من البشر، يتذكرهم الناس بأفعالهم اللاإنسانية، ووحشيتهم وأفعالهم الشريرة ونزواتهم في القتل والدمار، والتشريد وترهيب الناس والمجاعات وما إلى ذلك، ولكن لمعرفة الحقيقة وراء هؤلاء يجب أن نعرف أن الشر الحقيقي يكمن في مهندسي هذه الممارسات اللاإنسانية، والأشخاص الذين حولوا أولئك الطغاة إلى ما وصلوا إليه من قسوة ووحشية، وفي أولئك الرجال الذين دافعوا عن الجريمة وعن الوحشية التي مارسها الحكام إلى مستوى لا يمكن لأي شخص آخر فهمه، لقد تسبب قرارهم في دمار كبير للبشرية.

على مر العصور خلد لنا التاريخ أسماء الكثير من الحكام السفاحين والمتعطشين للدماء، وكان هناك حقب مخيفة في التاريخ لا يمكن نسيانها أبداً، لذلك ليس من الظلم عندما نصف أن هناك من البشر يمكن أن يكونوا اشد قسوة من الحيوانات المفترسة، وأشد رعباً بشكل لا يمكن تصوره أبداً، فهي حقيقة لا مبالغة فيها، وحقيقة واقعية ومحزنة ما زلنا نعيشها حتى اللحظة، فقد عانى البشر كثيراً من هؤلاء الحكام الطغاة، أمثال جنكيز خان، وأدولف هتلر، وستالين، الذين يُعترف عالمياً بشرهم وتسلطهم، فقد اعتبرهم التاريخ من أقسى الحكام وأكثرهم تعطشاً للدماء في التاريخ.

وفي هذه المقالة نقدم لكم نبذة عن أكثر 10 حكام وملوك ذكروا بوحشيتهم الشريرة ونزواتهم المرعبة وتعطشهم للدماء الذي فاق كل تصور.. تابعوا معنا.

10. فلاد تيبس، والاشيا، رومانيا (1428-1476):

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

كان فلاد تيبس (Vlad the Impaler)، والذي أطلق عليه أيضاً اسم "فلاد المخوزق" و "فلاد دراكولا"، حاكم والاشيا، وهي منطقة في رومانيا، وكان يعتبر الحاكم الذي لا يرحم خلال القرن الخامس عشر، كان فلاد تيبس ابن فلاد دراكولا الثاني، وهناك بعض الشكك بشأن هوية والدته، لكن العديد من المؤرخين يعتبرونها ابنة الإسكندر الأول ملك مولدافيا، وقد ولد فلاد دراكولا بين عامي 1428 و 1431، في قلعة سيغيسوارا، مُحافظة موريش إِقليم تَرانسيلفانيا في رومانيا حالياً، وكانت والاشيا في موقع محفوف بالمخاطر، بين أوروبا المسيحية والإمبراطورية العثمانية. 

عاش فلاد تيبيس بداية حياته في مدينة سيغيشوارا السكسونية مع عائلته، رفض والده دعم الغزو العثماني لترانسيلفانيا في مارس 1442، وبعد وفاة والده وشقيقه الأكبر ميرسيا، الذي يقال إنه دُفن وهو على قيد الحياة، بدأ فلاد يسعى للوصول إلى حكم والاشيا مكان أبيه، وتمكن أخيراً للوصول إلى حكم والاشيا.

فترة حكمه:

بعد أن أصبح فلاد حاكماً لوالاشيا، فإن أكثر ما كان يشتهر به خلال حياته، كانت الخوزقة! وهي الإعدام بالخازوق، وكانت تلك طريقته المفضلة في الإعدام، حتى أطلق عليه اسم "المخوزق" وهو اسم مستحق بالفعل، كانت طريقته في الإعدام موت مروّع لأولئك المحكوم عليهم بالمعاناة، كما كانت أشبه بحرب نفسية شرسة ضد أعدائه، كان يعاقب بكل قسوة كل من يعارضه من شعبه والنبلاء الذين عملوا ضده، وقد ساعدته سمعته وقسوته على التمسك بالسلطة خلال فترة حكمه الثانية.

هناك الكثير من القصص التي قد تكون ربما مبالغ فيها عن فلاد، مثل قصة تحكى عنه أنه في أحد حروبه قام بتناول طعامه بين الجنود القتلى، وكان يغمس خبزه في دمهم قبل أن يأكله.

كان معروفًا في جميع أنحاء أوروبا بقسوته وبطشه، لا سيما ولعه بتعذيب ضحاياه، والتنكيل بهم، ويقال إنه قتل في مكان واحد ما بين 40.000 و 100.000 شخص خلال حملته الصليبية لمنع الإمبراطورية العثمانية من التوسع إلى أوروبا الشرقية، وقد كان متعطشاً لدماء أعداؤه ومعارضيه من أبناء شعبه على حد سواء، فقد كان يسعد كثيراً بتعذيب ضحاياه.

وفاته:

في عام 1477، أكدت رسالة أرسلها ستيفن الثالث ملك مولدافيا وفاة فلاد تيبيس "فلاد المخوزق" والكثير من أتباعه، عندما نصب لهم العثمانيين كمينًا محكماً، وقيل أنه تم قطع رأس فلاد في المعركة، وأرسلت رأسه إلى السلطان محمد الثاني في القسطنطينية كغنيمة.


9. الملكة ماري الأولى، إنجلترا (1516-1558): 

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياتها:

وُلدت ماري الأولى (Queen Mary I)، في 18 فبراير 1516، وكانت الابنة البكر للملك هنري الثامن، وكانت تُدعى أيضًا ماري تيودور، ولدت مدينة غرينتش، بالقرب من لندن، إنجلترا، وأول ملكة حكمت إنجلترا وأستمر حكمها خمس سنوات فقط، من (1553-1558). 

توجت ماري ملكة لإنجلترا في 1 أكتوبر 1553، وكانت حينئذ امرأة تبلغ من العمر 37عامًا، وسرعان ما شرعت في محاولة استعادة الإيمان الكاثوليكي الروماني في إنجلترا بدلا من البروتستانت.

أعطت الأولوية للدين قبل كل شيء، ونفذت إصلاحات وقيود تهدف إلى استعادة هيمنة الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، والأمر الأكثر إثارة للجدل هو أنها أمرت بحرق 280 بروتستانتًا بعد أن أعتبرتهم زنادقة، وكان كل تفكير حر يخالف سياسة الملكة السياسية والدينية يعتبر بدعة ويعتبر زنديق ويستحق عقوبة الإعدام، وهذه هي حقيقة ما ترسخ فيما بعد بسمعتها باسم "ماري الدموية".

فترة حكم الملكة ماري الأولى:

كانت البدعة تعتبر من قبل كل أوروبا الحديثة المبكرة على أنها عدوى للجسد السياسي يجب محوها حتى لا تسمم المجتمع ككل، وكان هذا المفهوم شائعاً في جميع أنحاء أوروبا، ولم تكن عقوبة البدعة هي الموت فحسب، بل كانت العقوبة هي التدمير الكامل لجثة الزنديق لمنع استخدام أجزاء من أجسادهم كآثار، لذلك كان يتم حرق جثث الزنادقة، وإلقاء رمادهم في النهر.

وخلال فترة حكم ماري التي استمرت خمس سنوات، اعتبرت ماري هؤلاء البروتستانت زنادقة، ويجب حرقهم، لرفضهم التحول إلى الكاثوليكية، فقامت بحرق أكثر من 300 منهم، وأمرت بإلقاء رمادهم في النهر، وفر أكثر من 800 آخرين من البلاد، وعرف ذلك لاحقاً في ما يعرف بالاضطهادات المريمية، وقد سبقها والدها هنري الثامن الذي أعدم 81 شخصًا بتهمة الهرطقة، كما قامت أختها إليزابيث الأولى بإعدام عشرات الأشخاص بسبب إيمانهم.

وفاتها:

بحلول عام 1558، مرضت ماري الأولى، وأشتد مرضها وضعفت، وأخيراً اضطرت إلى الاعتراف بأختها البروتستانتية إليزابيث باعتبارها وريثة شرعية لها، وماتت ماري في قصر سانت جيمس في 17 نوفمبر 1558.


8. أتيلا الهوني، المجر (395-453):

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

أتيلا الهوني (Attila the Hun)، أحد أمراء الهون، وأحد أكثر الحكام البرابرة نجاحًا في الإمبراطورية الهونية، وقد أمضى حياته بمهاجمه الإمبراطوريات الرومانية الشرقية والغربية.

ولد أتيلا الهوني وشقيقه بليدا في بانونيا، وهي مقاطعة تابعة للإمبراطورية الرومانية (المجر حالياً)، حوالي في العام 406، وتم تعيين الشقيقين حكامًا مشاركين للهون في عام 434، وأصبح أتيلا الهوني الملك والحاكم الوحيد لإمبراطورية الهون في القرن الخامس.

فترة حكمه:

قام في بداية حكمه بتوحيد قبائل مملكة الهون، وقيل عنه أنه أكثر قائدًا عدوانيًا وقاسيًا، وشرساً، عاش بين عامي (395-453 م) وكان آخر حكام الهون وأقواهم، وأسس في إقليم روسيا وأوروبا إمبراطورية على مساحات شاسعة من البلاد، وعاصمتها في ما يسمى هنغاريا اليوم، وامتدت إمبراطورتيه من نهر الفولغا شرقا وحتى غرب ألمانيا غربا.

كان ذكره يثير الذعر في أعماق القلوب الحاضرة في المكان، فقد كان "مدمرًا وحشيًا" قيل أن أتيلا الهوني غزا مدن البلقان مرتين، وحاصر القسطنطينية في اجتياحه الثاني لبيزنطة وفشل الحصار، وفي عهده زحف بجيشه إلى فرنسا حتى مدينة أورلينز وحاصرت جيوشه مدينة باريس، إلا أنه هزم في معركة شرسة "معركة شالون" وقعت بينه وبين الإمبراطور الروماني الغربي فالنتينيان الثالث، وانسحب أتيلا الهوني بجيشه بعد هزيمته.

وقام أيضاً أتيلا بتوسيع إمبراطورتيه إلى ألمانيا الحالية وروسيا وأوكرانيا والبلقان، وغزا إيطاليا أيضًا وكاد أن يستولي على روما، مدمرًا المناطق الشمالية من شبه الجزيرة، كانت سمعته تسبقه إلى البلاد التي ينوي مهاجمتها، فقد كسب سمعته الوحشية التي لا ترحم، من خلال المجازر التي كان يقوم بها في معاركه، والمذابح الي قام بها في البلاد التي كان يحتلها، وكان جنوده يضعون قرون الغزلان على رؤوس خيولهم لجعلها تبدو مخيفة أكثر، وكانوا يلطخون وجوههم وأسنانهم بعصير التوت الأحمر ليرعبوا أعدائهم، وكانوا يدمروا كل بلد يجتاحوها ويقتلوا الرجال والأطفال ويسبوا النساء، ويشعلوا النيران في القري، ويقال أن مئات الألاف قتلهم جيش أتيلا الهوني، ومثل بجثثهم، ومنهم من تم حرقهم أحياءً.

وفاته:

ذكر التاريخ بأنه أتيلا الهوني أصبح الحاكم الوحيد لإمبراطورية لمملكة الهون عندما قام بقتل شقيقه للحصول على العرش، وكان موته غريباً، فقد تزوج امرأة شابة من بلاد الغال التي احتلها، كانت تدعى "إلديكو"  وبينما كان أتيلا يستعد لهجوم آخر على الإمبراطورية الرومانية الشرقية، تناول أتيلا خلال حفل زفافه وليمة وشرب في وقت متأخر من الليل، وفي الصباح، عندما لم يخرج أتيلا، حطم حراسه باب غرفته، ليجدوه ميتًا وكان ذلك في عام 453، وكانت عروسه تبكي بكاءاً هستيرياً إلى جانبه، بينما كان هناك نزيف حاد في الأنف وهو مستلقيًا على ظهره، وقد خنق بدمه حتى الموت. 


7. إيفان الرابع، روسيا (1530-1584):

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

إيفان الرابع (Ivan the Terrible)، أو كما يطلق عليه إيفان الرهيب، أو المخيف، ولد في الخامس والعشرين من أغسطس عام 1530، في مدينة كولومينسكوي، بالقرب من موسكو، روسيا، وأصبح أميراً وهو يبلغ من العمر ثلاث سنوات، في عام 1533، وأعلن نفسه قيصراً لموسكو وكل روسيا في عام 1547، حتى وفاته في مارس 1584.

حكمت والدته بالنيابة عن ابنها الصغير، حتى وفاتها مسمومة كما يُزعم، في عام 1538، وأدى موت والدته إلى إحياء صراعات كبيرة بين النبلاء للسيطرة على الحكم وعلى الأمير الشاب، وبقيت هذه الصراعات العنيفة بين النبلاء من 1538 حتى 1547، والتي أطلق عليها  "صراع البويار" وهم أعلى طبقة في النبلاء، وهكذا نشأ إيفان وهو مشبع بالكراهية ضد هذه الفئة وهم البويار.

فترة حكمه:

احتل حفيد إيفان العظيم، إيفان الرهيب، أو إيفان الرابع، على مساحات كبيرة وشاسعة من الأرض خلال فترة حكمه التي دامت منذ 1533-1584، والتي غزا فيها مناطق كثيرة منها كازان وأستراخان وسيبيريا والسويد وبولندا، وأنشأ إيفان الرهيب دولة روسية قوية وذات سيطرة مركزية، وتميزت فترة حكمه بالحكم الدموي، مما جعل الكثيرين يعتقدون أنه كان مريضًا عقليًا.

على مدار الـ 24 عامًا التالية، قاد إيفان الرابع عهدًا من الرعب، وأدى ذلك إلى تشريد وتدمير عائلات البويار الرئيسية في البلاد، وكسب اللقب الذي اشتهر به أنه مرعب أو مثير للرعب والخوف، وتسبب في قتل وإجهاض زوجته الحامل عندما قام بضربها ضرباً شديداً، ولاحقاً قام بقتل ابنه في نوبة من الغضب أصابته، ولأنه لم يكن يثق بأحد، لجأ إلى أساليب تعذيب لا يمكن تصورها من أجل بث الرعب في قلوب أعدائه، وأتباعه على حد سواء، وأصبحت عمليات الإعدام هي أسهل الطرق للتخلص من أعدائه ومعارضيه، وأحياناً كان يرغم المحكوم عليهم بالإعدام بلباس جلد الدب ويطلق عليهم كلاب الصيد الجائعة لتقتلهم، وأحياناً أخرى كان يقيد الرجال والنساء والأطفال ويلقي بهم في المياه المتجمدة ليموتوا من شدة البرد ومتجمدين، وأثناء هجومه على مدينة نوفغورود بعد أن اتهمهم بخيانته، قام بتعذيب وإعدام المئات من أهلها، وكان إيفان الرهيب أول حاكم روسي يستخدم الإرهاب الجماعي لتنفيذ أغراضه السياسية.

وفاته:

بعد أن تدهورت صحته في عام 1584، كان يخاف من الموت جداً وأصبح مهووسًا بالموت، حتى أنه دعي السحرة والكهان للوقوف بجانبه، وجاءت النهاية في 18 مارس 1584، عندما توفي إيفان بسبب سكتة دماغية مات على أثرها، وانتقل العرش بعد وفاته لابنه الأوسط الغير شرعي، "فيودور" والذي توفى بلا ذرية في عام 1598. 


4. تيمور لنك العظيم، أوزبكستان (1336-1405):

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

يعد تيمور لنك (Tamerlane the Great) من الحكام الأكثر قسوة وتعطشًا للدماء وأشدهم إجراماً، وأعتبر كواحد من أعظم الفاتحين في العالم، وأطلق عليه اسم تيمور لنك، وتعني كلمة لنك الأعرج نتيجة إصابته في ساقه اليمنى بجرح خلال إحدى معاركه.

ولد في الخامس والعشرين من شهر شعبان، 736 هـ/ 1336 م، وكان يبلغ طوله حوالي 5 أقدام و 7 بوصات، وكان ذو بنية جيدة، ولد في ترانسكسانيا، بالقرب من كيش، جنوب سمرقند في أوزبكستان، وقيل أنه على صلة قرابة مع جنكيز خان، وكان تيمور لنك معجباً كبيراً بجنكيز خان ويعتبره مثله الأعلى.

فترة حكمه:

عاش تيمور لنك من 1336-1405، وأصبح زعيمًا لقبيلته عندما بلغ من العمر أربعة وعشرين عامًا، وحينها بدأ يحلم بإعادة أمجاد إمبراطورية المغول، وبدأ يرغب بالمزيد من الفتوحات وتوسعه إمبراطورتيه، وقد عقد العزم على جعل نفسه سيدًا لجميع بلدان آسيا الوسطى، بعد قيامه بجمع جيشاً هائلاً، وكانت جيوشه شرسة ومخيفة، وقد أرعبت جميع البلدان التي قام بفتحها، وأشعلوا النيران في آسيا مثل عاصفة نارية، ودمروا المدن، وعذبوا الأسرى، وذبحوا أعدائهم، ولم يكن لأحد أن يتجرأ على تحدي تيمور لنك، إلا وكانت النتيجة قطع رأسه!.

القائد المُسلم الذي حكم بالشريعة الوثنية:

كان تيمور لنك، قائد مُسلماً، لكنه لم يحكم بالشريعة الإسلامية بل بالشريعة الوثنية، فقد خاض حروباً كبيرة ضد المسلمين وقتل منهم الملايين بحجة فتح بلادهم، وقد استطاع إخضاع العديد من الدول الإسلاميّة، كما تسبب في انهيار الدولة العُثمانية، وقدر العلماء والمؤرخون أن تيمورلنك قد قتل أكثر من 17 مليون إنسان، أي ما يقرب من 5 ٪ من سكان العالم في ذلك الوقت، ولم يكن تيمورلنك يهتم في حملاته بالحياة البشرية مطلقاً.

قام تيمورلنك ببسط نفوذه على خوارزم، وقام بتدميرها وتخريبها، وسيطر أيضاً على صحراء القفجاق، وأرسل ابنه ميران شاه، الذي كان في الرابعة عشرة من عمره، ونجح في السيطرة على إقليم خراسان كله، وبحستان وأفغانستان، ثم توجهت جيوشه إلى أذربيجان، واستولى عليها.

وتوجه بجيشه في أغسطس 1392م، إلى بلاد فارس (إيران الحالية)، ودخل مدينة أصفهان، ويقال أن عدد القتلى في أصفهان وصل إلى سبعين ألفًا، أقام تيمورلنك من جماجمهم أبراج عدة.

ثم توجه في فتوحاته إلى العراق، وبسط سيطرته على البصرة، والكوفة، وفتح بغداد في سنة 795ه، ودمر المدن العراقية، وقام بتعذيب السكان بدون رحمة، وكان يأمر أحيانًا بدفنهم أحياء، وفي أحيان أخرى يقطع رؤوسهم، وفي بغداد جعل تيمورلنك جنوده يقيمون هرمًا من 90.000 رأس إنسان، وبهذه الطريقة تمت سيطرته وبسط نفوذه وقوته بسرعة مذهلة.

قام تيمورلنك أيضاً بفتح بلاد أرمينية والكرج (جورجيا)، ثم أستطاع فتح الهند، في 7 ربيع الآخر 801هـ / 17 ديسمبر 1397م، والتي كان يحكمها رجل يدعى "محمود تغلق" وأنزل بهم هزيمة ساحقة، واحتل مدينة "دلهي" عاصمة دولة "آل تغلق"، وقام بتدميرها وتخريبها، ويقول المؤرخون أنه من شدة التدمير والخراب لم تستطع البلاد أن تنهض مما حل بها إلا بعد قرن ونصف القرن.

وتوجه للشام في (802 - 807هـ / 1399- 1405م ) في حملة سميت "حملة السنوات السبع" وكان أعلن عن هدفه منها هو معاقبة المماليك لمساعدتهم أحمد الجلائري في حربه ضد تيمورلنك، وأيضاً تأديب السلطان العثماني "بايزيد الأول" سلطان الدولة العثمانية.

بدأ تيمورلنك فتوحاته بإكتساح قراباغ بين أرمينيا وأذربيجان، ثم سيواس، ثم توجه إلى حلب في سوريا، وقتل فيها أكثر من 20 ألفاً، وأسر أكثر من ثلاثمائة ألف، وقام بنهبها وتدميرها وتخريبها، ثم اتجه إلى حماه، ومن ثم توجه إلى دمشق.

دخل تيمورلنك دمشق بعد أن أستمات أهلها في الدفاع عنها، وأرغمهم على الاستسلام، وتسليم المدينة لجيوشه، ثم قام بتدمير المدينة وتخريبها وأشعل النار فيها  ثلاثة أيام حتى أتت على ما فيها، وأصبحت أطلالاً، ثم توجه إلى طرابلس وبعلبك ودمرهما، ولم تسلم من التدمير والتخريب سوى مدينة حمص.

وقام تيمور بمهاجمة الدولة العثمانية، وخاض معركة مع بايزيد السلطان العثماني، عُرفت باسم "معركة أنقرة" في (19 ذي الحجة 804هـ / 20 يوليو 1402 م)، وهزم الجيش العثماني، وأسر السلطان العثماني بايزيد.

هذه هي حياة الفاتح الشرير، الذي دمر المدن القديمة وسوَّى بالأرض مجموعات سكانية بأكملها، وقتل الملايين، وبني من جماجمهم الأبراج، والذي كان يستمتع بقتل أعدائه، وكان عند فتح بلد ما يقتل جميع من فيها إن قاوموه، حتى من كان يلتجأ إلى دور العبادة كان يقتلهم، ويغتصب نسائهم، ويقتل أطفالهم، ويشعل النار في المدن حتى يدمرها تدميراً كاملاً، وكان يستمتع في بناء الأبراج من رؤوس القتلى من أعدائه، وفي بعض الأحيان كان يدفنهم أحياءً، وكانت فتوحاته عبارة عن مجازر ومذابح تشيب لها الرؤوس، وكانت سبباً في بسط نفوذه وسيطرته على البدان بسرعة، وقد أعتبر تيمورلنك مؤسس مملكة المغول الثانية، بعد 120 عاماً على انحدار ونهاية إمبراطورية المغول الأولى. 

وفاته:

كانت أخر حملاته والتي مات فيها، هي غزو الصين في فصل الشتاء عام 1404م، والتي فشل فيها، بعد أن مات أغلب أفراد جيشه، بسبب تعرضهم لبرد شديد جدا، ومرض تيمورلنك البالغ من العمر 68 عامًا، وتوفي في 17 فبراير 1405 في أوترار في كازاخستان.


3. جنكيز خان، منغوليا (1162-1227):

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

وُلد تيموجين، لاحقًا جنكيز خان (Genghis Khan)، حوالي عام 1162، بالقرب من بحيرة بايكال، بالقرب من الحدود بين منغوليا الحديثة وسيبيريا، والذي يعتبر واحد من أكثر الغزاة شهرة في التاريخ، وأكثرهم قسوة وتعطشاً للدماء.

اختطف والده والدته وأجبرها على الزواج منه، وفي ذلك الوقت، كانت العشرات من القبائل المتناحرة في سهول آسيا الوسطى تتقاتل باستمرار وتهاجم بعضها البعض، وقبل أن يبلغ العاشرة من عمره، قُتل والده بالسُم، من قبيلة معادية، ثم تخلت قبيلته عنه وعن والدته وإخوته الستة.

عند بلوغه عامه العشرين، استطاع أن يكون جيشاً صغيرة بمساعدة إخوته وأبناء عشيرته، وبعض القبائل الموالية لوالده، واستطاع تشكيل جيشاً يضم أكثر من 20000 رجل، ثم بدأ في القضاء على حكم القبائل الأخرى وتوحيد المغول تحت حكمه.

فترة حكمه:

بحلول عام 1206 ، هزم تيموجين أيضًا قبيلة نيمان القوية، مما منحه السيطرة على وسط وشرق منغوليا، وبعد بناءه جيشاً قوياً بدأ جنكيز خان في توسعه إمبراطورتيه، وبدأ سلسلة حملات للنهب والغزو التي حملت في النهاية جيوش المغول حتى البحر الأدرياتيكي من ناحية، وساحل المحيط الهادئ للصين من ناحية أخرى، مما أدى إلى إنشاء الإمبراطورية المغولية العظيمة.

قام جنكيز خان (1162-1227) بغزو أجزاء ضخمة من آسيا الوسطى والصين، وتقدم إلى أماكن بعيدة مثل بولندا وفيتنام والشرق الأوسط، وسيطر المغول على ما بين 11 و12 مليون ميل مربع متجاور، وهي مساحة تقارب حجم إفريقيا.

ولا يكاد أحد لم يسمع عن جنكيز خان، الذي أنشأ أكبر إمبراطورية ربما في العالم، على حساب عشرات وربما مئات الملايين من الأشخاص الذين قتلهم وسفك دماؤهم في المناطق الي غزاها ودمرها، ولا زلنا حتى اليوم نقرأ عن قصصه كيف أستطاع تدمير ونهب مدن كبيرة بأكملها وإبادة شعوب بأكملها. 

ويقال إنه قتل أكثر من 190.000 في نيسابور في إيران، خلال فترة حكمه، وإجمالاً، تشير الاحصائيات أنه قتل أكثر من ثلاث أرباع سكان إيران، ما يقدر من 10 إلى 15 مليون شخص، وقتل عشرات الملايين من الصين، ومن دول أخرى، ويعتبر جنكيز خان، مسؤولاً عن مقتل ما يقارب 40 مليون شخص على أقل تقدير، فقد كان فاتحًا لا يرحم حقًا، ولم يكن أقل من الغزاة الآخرين قسوة وتعطشاً للدماء، لكن جنكيز خان تميز بالحجم الكبير والهائل لحملاته الدموية، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.

وفاته:

توفي جنكيز خان عام 1227 خلال حملة عسكرية ضد مملكة شي شيا الصينية، ولا يزال مكان دفنه الأخير مجهولا، ولم يعرف سبب وفاته، فقد ذكر بعض المؤرخين أنه سقط من على حصان أثناء الصيد، وتوفي من التعب والإصابات، وزعم أخرون أنه كان يعاني مرضاً في الجهاز التنفسي، وحسب المؤرخون أن جنكيز خان دفن في مكان ما بالقرب من مسقط رأسه، بالقرب من نهر أونون وجبال خينتي في شمال منغوليا، وهناك روايات تقول إنه تم قتل كل شخص رافق الجنازة، لإخفاء موقع الدفن، وتم تحويل نهر فوق قبر جنكيز خان لجعل العثور عليه مستحيلاً.


7. ليوبولد الثاني، بلجيكا (1835-1909):

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

من أكثر الحكام قسوة وتعطشًا للدماء في التاريخ ليوبولد الثاني (Leopold II)، الملك الثاني لبلجيكا، وهو الابن الثالث للإمبراطور فرانسيس الأول وماريا تيريزا من النمسا؛ ولد ليوبولد الثاني في التاسع من شهر أبريل عام 1835، وخلف ليوبولد والده، ليوبولد الأول، على العرش البلجيكي في عام 1865، وأستمر في الحكم حتى 1909.

فترة حكمه:

استيقظت حديثاً بلجيكا على ماضيها الاستعماري الدموي، فقد كان حكم ليوبولد الثاني فيما يعرف الآن بدولة كونغو كينشاسا، أو الكونغو الديمقراطية دمويًا ومرعباً، لدرجة أنه تم إدانته حتى من قبل المستعمرين الأوروبيين في عام 1908.

بدأت معاناة الأفريقيين من سكان الكونغو الديمقراطية في عام 1876، عندما حول الملك ليوبولد الثاني طموحاته الاستعمارية إلى إفريقيا، وقام بتأسيس جمعية إفريقيا الدولية الحميدة، ورأس هذه الجمعية المستكشف الإنجليزي "هنري مورتون ستانلي" وكان هدف هذه الجمعية هو استعمار الأراضي التي أصبحت تعرف باسم دولة الكونغو الديمقراطية، وأستولى الملك ليوبولد الثاني على هذه الأرض بعد أن أعلن سيادة بلجيكا على دولة الكونغو الحرة، وكانت هذه الأراضي تزيد مساحتها عن ستة وسبعين ضعف مساحة بلجيكا، وأسس جيشًا محلياً وشخصيًا لفرض نظامه على السكان المحليين.

أعتبر الملك ليوبولد الثاني، ملك بلجيكا، أحد أبرز الملوك الدمويين ومرتكبي المجازر في التاريخ الحديث، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 15 مليون شخص قُتلوا ولقوا حتفهم خلال حكم ليوبولد الثاني، في وقت حكمه للمناطق الأفريقية، وأعتبر أن الفظائع التي ارتكبت خلال سيطرته على دولة الكونغو الحرة بين عامي 1885 و 1909 قد سُجلت في التاريخ باعتبارها من أسوأ الفظائع التي ارتكبتها أي مستعمر أخر في التاريخ.

منذ بداية سيطرته على دولة الكنغو الديمقراطية بدأ ليوبولد الثاني في نهب خيرات وموارد ذلك البلد ونقلها لبلجيكا، وكان العمال الكونغوليون يعملون مثل الآلة، وكل من قاوم أو وقف في طريقه عوقب بوحشية دموية، وتروي القصص أن جنود جيش بوبليك (الجيش المحلي، الذي أسسه ليوبولد الثاني)، الذين سمح لهم باغتصاب النساء الأصليات، وقطع يد أي عامل لا يقدم حصته من الانتاج، وكان تقطيع الأيدي وسيلة لمعاقبة أولئك العمال، وفي الوقت نفسه، عملوا على إظهار أنهم مخلصون للملك، وأنهم كانوا يؤدون دورهم في ممارسة الضغط على السكان المحليين لضمان الوفاء للملك.

وقد كانت الأيدي المقطوعة وسيلة لإثبات أن أولئك الذين لم يمتثلوا لعملهم قد قُتلوا، وكان يتم جمع الأيدي المقطوعة ونقلها ليراها المسؤولون، ويصف الكاتب الأمريكي بيتر فورباث في كتابه "نهر الكونغو"، أن "الأيدي المقطوعة الموضوعة عند أقدام قادة المستعمرين، أصبحت رمزًا لدولة الكونغو الحرة"، وأصبح جمع الأيدي غاية في حد ذاته، لإثبات وفاء الجنود للملك البلجيكي.

وانتشرت صور الكثير من الناجين من الشعب الكونغولي وقد قطعت أحد أعضائهم، في جميع أنحاء أوروبا، مما تسبب في غضب هائل، ولأنه حتى في ظل أي استعمار، فإن معايير الاستغلال الاستعماري للملك البلجيكي قد فاقت كل التوقعات، والذي كان استعماراً دموياً وشرساً وعنيفًا، وأعتبر أن ما كان يحدث في ظل حكم الملك ليوبولد الثاني، هو خارج الحدود المقبولة لأولئك الذين ادعوا أنهم في "مهمة حضارية".

خلَّفت سياسات الملك البلجيكي ليوبولد الثاني ملايين القتلى، وأجبرت الضغوط الدولية الحكومة البلجيكية على اتخاذ إجراءات لانتزاع دولة الكونغو الحرة من أيدي ملكها، وهكذا بقيت الكونغو إلى حد كبير مستعمرة بلجيكية، حتى حصلت الكونغو على الاستقلال في 30 يونيو 1960، ولا زالت آثار نظام الاستغلال والعنف الذي أنشأه ليوبولد الثاني وبلجيكا في عهد الاستعمار موجودة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حتى اللحظة.

في الوقت الحاضر، يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لجمهورية الكونغو الديمقراطية أقل من 70 مليار دولار سنويًا، أي أقل من 800 دولار للفرد سنويًا، وتحتل البلاد المرتبة 176 في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، الذي يندرج فيه 189 دولة، أما بلجيكا فهي حالياً، في المركز الرابع عشر.

أزيلت معظم تماثيل ليوبولد الثاني من جميع أنحاء بلجيكا، وتعرضت للحرق المتعمد والتخريب، وقُدمت عشرات الآلاف من التوقيعات لشخصيات عامة ومشهورة تطالب السلطات البلجيكية، بإزالة جميع تماثيل ليوبولد الثاني. 

وفاته:

توفي الملك ليوبولد الثاني عام 1909 وخلفه ابن أخيه الملك ألبرت الأول، وكان ابنه الوحيد قد توفي قبله عام 1869. 


8. جوزيف ستالين، الاتحاد السوفيتي (1878-1953):

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

جوزيف ستالين (Joseph Stalin)، الذي أعتبر ضمن أكثر الحكام قسوة وتعطشًا للدماء في التاريخ، كان اسم ستالين يعني "رجل من صلب"، وبات هذا المعنى واضحاً من خلال فترة حكمه الديكتاتوري على الاتحاد السوفيتي، وأعتبر جوزيف ستالين واحداً من أهم شخصيات القرن العشرين.

ولد ستالين في 18 ديسمبر 1879 في جوري، في الإمبراطورية الروسية، كان والده إسكافي يدعى فيساريو، وأمه فلاحة تدعى "إيكاترينا"، وكان والده مدمن على الكحول بعكس والدته التي كانت شغوفة بالعلوم، وأرسلته للدراسة ليكون كاهنًا. 

فترة حكمه:

تقلد جوزيف ستالين منصب أمين عام للحزب الشيوعي في روسيا، في 1922، وبعد وفاة لينين، في عام 1924، أصبح ديكتاتورًا سوفياتيًا بامتياز، ولقد تسبب نظامه الإرهابي في مقتل ومعاناة عشرات الملايين، وقد حكم جوزيف ستالين الاتحاد السوفيتي لأكثر من عقدين، وأسس حكمًا من الموت والإرهاب، وأدت قوانينه بتحديث روسيا، وقيامه بالتصنيع السريع والتجميع الجماعي للأراضي الزراعية، والمجاعة ومعكسرات العمل بالسخرة، إلى مقتل الملايين من الفلاحين. 

شرع ستالين في تدمير قيادة الحزب القديمة بهدف السيطرة الكاملة على مقاليد الحكم، وأعلن عن عملية تطهير للحزب الشيوعي والجيش من كل شخص قد يعارضه، وقتل ثلاثة وتسعون من أعضاء اللجنة المركزية البالغ عددهم 139، وأُعدم 81 من الجنرالات والأميرالات البالغ عددهم 103، وقام بإرسال أكثر من ثلاثة ملايين فرد متهمون بمعارضة الشيوعية إلى معسكرات العمل في سيبيريا.

تميز حكم ستالين الوحشي والدموي، والذي استمر لمدة 30 عامًا كحاكم مطلق للاتحاد السوفيتي بالعديد من الفظائع والمجازر التي ارتكبها، وأشرف على القمع الجماعي لحرية التعبير وحقوق الإنسان، والتطهير العرقي، والترحيل الجماعي لكل معارضيه أو إعدامهم، ويعتقد بعض المؤرخين أن ما يصل إلى 20 مليون شخص ماتوا أثناء حكمه.

الكثير يعتقد أن الشيء الوحيد الصواب الذي قام به ستالين هو في  ديسمبر من عام 1941، عندما اجتاحت القوات الألمانية أراضي الاتحاد السوفيتي، وكادت أن تصل موسكو، رفض ستالين مغادرة المدينة، وأصر على تحقيق النصر بأي ثمن، وكانت معركة ستالينجراد هي نقطة التحول في الحرب، والتي قام هتلر بمهاجمتها لأنها تحمل اسم ستالين بقصد إذلاله، لكن جوزيف ستالين أعلن أنه لا تراجع، وأمر الجيش بقوله "لا خطوة إلى الوراء"، وقتل في المعركة أكثر من مليون من الاتحاد السوفيتي، وتمكنوا في النهاية من هزيمة الألمان عام 1943، وبدأ الجيش السوفيتي زحفه الطويل إلى ألمانيا وصولاً إلى برلين.

كم عدد الأشخاص الذين قتلهم جوزيف ستالين؟

تشير التقديرات إلى أن ستالين قتل ما يصل إلى أكثر من 20 مليون شخص، بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال المجاعات، أو معسكرات العمل القسري، أو الإعدام، وأعتبر الكثير من العلماء والمؤرخون أن سجل ستالين في أعمال القتل يصل إلى حد الإبادة الجماعية ويجعله أحد أكثر القتلة الجماعية قسوة في التاريخ. 

وفي ورقة بحثية للمؤرخ الجورجي "روي ألكساندروفيتش ميدفيديف" نشرت في صحيفة التابلويد الأسبوعية، قدرت أن عدد القتلى المنسوب مباشرة إلى حكم ستالين، حوالي 20 مليون جندي ومدني قتلوا في الحرب العالمية الثانية، وأن عدد المدنيين الذين قتلهم ستالين قبيل الحرب العالمية الثانية وصل عددهم إلى 20 مليون مدني، منهم ستة ملايين إلى سبعة ملايين قتلوا في المجاعة العقابية التي أصابت الفلاحين عامي 1932 و 1933، وقد تم إعدام حوالي مليون شخص في "الإرهاب الكبير" في عامي 1937 و 1938، وتم إرسال أربعة إلى ستة ملايين آخرين إلى معسكرات السخرة التي لم يعد منها معظمهم، وتم أيضاً طرد تسعة ملايين إلى 11 مليون من الفلاحين من أراضيهم، واعتقل أو نُفي مليونان إلى ثلاثة ملايين آخرين، ويعتقد أن العديد من هؤلاء قد قتلوا، وحسب المؤرخ "روي ألكساندروفيتش ميدفيديف" أن الذين تم قتلهم وإعدامهم في الاتحاد السوفيتي قبيل الحرب العالمية الثانية، وبعدها يصل إلى 40 مليون.

ووصل البعض لأكثر من ذلك حيث زعم ألكسندر سولجينتسين، العملاق الأدبي الذي كتب بشكل مروع عن نظام جوزيف ستالين، أن العدد الحقيقي لضحايا ستالين ربما كان يصل إلى 60 مليونًا.

وفاته:

في النهاية وبعد ليلة من شرب الخمر بكثرة، مات ستالين بجلطة دماغية في 5 مارس 1953، والذي أعتبره الكثير من شعبه أنه قائد عظيم للاتحاد السوفيتي، لأنه حول الدولة إلى قوة صناعية كبيرة، ولعب دورًا حاسمًا في هزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية.


9. أدولف هتلر، ألمانيا (1889-1945):

أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

أدولف هتلر(Adolph Hitler)، أو الفوهرر بالألمانية وتعني "القائد"، ولد في العشرين من أبريل عام 1889، في براونو، في النمسا، وهو واحد من أكثر الشخصيات شهرة ومكروهًا في التاريخ، شغل منصب دكتاتور وزعيم الحزب النازي، أو حزب العمال الاشتراكي الألماني، وقيل أنه كان مسؤولاً مباشراً عن أحداث أدت لقتل أكثر من 40 مليون شخص على الأقل خلال فترة حكمه. 

الصعود إلى السلطة:

في عام 1932، ترشح هتلر للرئاسة ضد بول فون هيندنبورغ البالغ من العمر 84 عامًا، وجاء هتلر في المركز الثاني في جولتين انتخابيتين، وحصل على أكثر من 36 في المائة من الأصوات في الفرز النهائي، وأثبت هتلر أنه قوة فاعلة في السياسة الألمانية من خلال النتائج، ووافق هيندنبورغ أخيراً على مضض على تعيين هتلر مستشارًا لألمانيا من أجل تعزيز التوازن السياسي.

عدد الذين قتلهم أدولف هتلر خلال فترة حكمه:

كان أدولف هتلر، زعيم الحزب النازي في ألمانيا، أحد أقوى الديكتاتوريين وأسوأهم سمعه في القرن العشرين، وأدى الغزو الألماني لبولندا في عام 1939 إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقامت القوات النازية باحتلال أجزاء كبيرة من أوروبا بحلول عام 1941، وخلال الحرب، كان هتلر وقواته النازية مسؤولين بشكل مباشر عن مقتل ملايين المدنيين وأسرى الحرب، بالإضافة إلى ما يقال عن مقتل حوالي 6 ملايين يهودي وخمسة ملايين آخرين من غير المقاتلين خلال ما يعرف بالهولوكوست. 

كان لهتلر مسؤولية مباشرة عن قتل أكثر من 20 مليونًا في الاتحاد السوفيتي عن طريق الإبادة الجماعية وقتل الرهائن والغارات الانتقامية والسخرة و "القتل الرحيم" وفي معسكرات الاعتقال والموت قتل النازيون من 16 مليون إلى 31 مليون شخص، رجال، ونساء، ومعاقين، ومسنين، ومرضى، وأسرى حرب، ونزلاء المعسكرات، ومثليين، وصرب، وألمان، وتشيك، وإيطاليين ، وفرنسيين، وقتلت القوات النازية ما يقرب من 2.5 مليون بولندي، وأكثر من 3 مليون أوكراني، وما يصل إلى 2 مليون من بيلاروسيا، وغيرهم الكثير، وكان من بين من قتلتهم القوات النازية في أوروبا حوالي مليون طفل دون الثامنة عشرة من العمر، بالإضافة إلى قيل عن مقتل 6 ملايين يهودي تم قتلهم في ألمانيا.

أصيب هتلر مرتين خلال حياته، المرة الأولى أصيب فيها في ساقه خلال معركة السوم في عام 1916، وفي المر الثانية أصيب بالعمى المؤقت بسبب هجوم بالغاز البريطاني بالقرب من إيبرس في عام 1918، وتعافي بعد شهر في مستشفى باس ووك، شمال شرق برلين. 

في 16 يناير 1945، نقل هتلر مركز قيادته إلى ملجأ خرساني تحت الأرض خوفاً من الغارات الجوية بالقرب من مستشارية الرايخ في برلين، يحتوي على حوالي 30 غرفة موزعة على حوالي 2700 قدم مربع، وتم تجهيز مخبأ هتلر بكل ما يلزم  من مياه شرب، ومضخات لإزالة المياه الجوفية ومولد كهرباء يعمل بالديزل وغيرها من المرافق.

وفاته:

في منتصف ليلة التاسع والعشرين من أبريل 1945، تزوج هتلر من صديقته، إيفا براون، في مخبئه تحت الأرض، وفي نفس وقت زواجه، تم إبلاغ هتلر بإعدام الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني، وفي 30 أبريل 1945، عندما أيقن هتلر بالهزيمة وخاف من الوقوع في الأسر، عزم على الانتحار، تناول جرعة سامة من السيانيد ثم أطلق النار على رأسه، ويُعتقد أن زوجته أيضاً "إيفا براون" قد سممت نفسها بالسيانيد في نفس الوقت تقريبًا، وقام الحراس بنقل جثثهم إلى حفرة بالقرب من مستشارية الرايخ، وقاموا بصي البنزين عليهم وتم إحراق جثثهم، وكان هتلر يبلغ من العمر 56 عامًا وقت وفاته.

وأكد تحليل أجري عام 2018 لبقايا أسنان وجمجمة هتلر المستخرجة من القبر، والتي احتفظت بها وكالات المخابرات الروسية سرًا لعقود، أن هتلر قُتل عن طريق السيانيد وإصابة بطلق ناري في الرأس.


10. ماو تسي تونغ، الصين (1893-1976):

 أكثر-10-حكام-قسوة-وتعطشًا-للدماء-في-التاريخ

بداية حياته:

ماو تسي تونغ (Mao Zedong)، من مواليد 26 ديسمبر 1893، في شاوشان، مقاطعة هونان، الصين، وهو مؤسس جمهورية الصين الشعبية، والتي حكمها كأول رئيس للحزب الشيوعي منذ تأسيسه عام 1949 وحتى وفاته عام 1976.

الصعود إلى السلطة:

خلال عقد العشرينيات من القرن الماضي، انضم ماو تسي إلى الحركة القومية ضد الحكومة الملكية الفاسدة في الصين، وفي عام 1921، أصبح أحد الأعضاء المؤسسين للحزب الشيوعي الصيني، وفي عام 1935، تولى ماو السيطرة على الحزب الشيوعي الصيني، وخاض حرب مع القوات القومية الصينية، وأنتصر مع قواته في النهاية في عام 1949، وتم إعلان جمهورية الصين الشعبية الشيوعية في ذلك العام.

عدد الأشخاص الذين قتلهم ماو تسي تونغ:

ربما تتساءل من كان أكبر قاتل جماعي في تاريخ البشرية والعالم؟ ربما ستكون إجابة معظم الناس أنه أدولف هتلر، وقد يجيب آخرون بأنه الدكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين، وكلاهما قد قتل أعداداً كبيرة من البشر، لكن في الحقيقة، إلا أن ماو تسي تونغ قد تفوق عليهما كلاهما الاثنين هتلر وستالين، فقد أدت سياساته الإجرامية إلى مقتل ما يصل إلى 45 مليون شخص، وكأن من أكثر الحكام قسوةً وتعطشًا للدماء في التاريخ، وأكبر قتل جماعي تم تسجيله في تاريخ البشرية.

وهناك من المؤرخين من يقول إن عدد من قتلوا خلال فترة حكم ماو تسي، قد وصل إلى ما يقرب من 70 مليون صيني، أو أكثر، التي كان مسؤولاً عنها ماو تسي بشكل مباشر أو غير مباشر والوفيات الناتجة عن السياسات الكارثية التي رفض تغييرها!

وأدت سياساته الاقتصادية الثورية خلال ما أطلق عليها "القفزة العظيمة للأمام" إلى واحدة من أسوأ المجاعات في التاريخ الحديث، وقتل مئات الآلاف خلال الحملة الدموية "لتطهير الصفوف الطبقية" في أواخر الستينيات، ووصل بعض المؤرخون بقولهم أن هناك أدلة أنه كان مسؤولًا بطريقة ما عن قتل ما يقرب من 80 مليونًا شخص، ووفقًا "للكتاب الأسود للشيوعية"، أن نتيجة لمحاولات ماو المتكررة والقاسية لإنشاء صين جديدة مات ما يقدر بنحو 65 مليون صيني.

يبدو أنه من الواضح جداً الآن أن أعظم قاتل جماعي في القرن العشرين لم يكن هتلر أو ستالين، بل كان الزعيم الصيني ماو تسي تونغ.

وقد أعترف النظام الصيني حديثاً بأن ماو تسي قد ارتكب "أخطاء" وسمح بنقاش حول هذه الحقبة من التاريخ ولكن بدرجة قليلة من الحرية، ولم تعترف الحكومة الصينية بأن القتل الجماعي كان متعمدًا، وما زالت حتى الآن مستمرة في قمع واضطهاد المعارضين للنظام الصيني.

وفاته:.

ظل ماو تسي قائداً للحزب الشيوعي ورئيسًا لجمهورية الصين الشعبية حتى وفاته في 9 سبتمبر 1976. 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع